استغرب من الاهل في مدينة الرمثا العزيزة وغيرها من مدن المملكة ردة فعلهم على قرار حكومة الرزاز بمنع ادخال اكثر من كروز دخان لكل قادم ، حيث كان الاجدى بهم ان يشكروا حكومة الرزاز الوطنية التي تحافظ على مستوى الجباية من الشعب خاصة وان الدولة بفضل سياسة حكومات فاشلة متتالية اوصلت الوطن الى اعتماد جيب المواطن فقط ' مصدر دخل لها ' حتى تتمكن من تأمين مصاريف الشعب والحكومة وغيرهما ممن يعتبرون الشعب صرافا آليا عليه الدفع لتأمين حاجاتهم ورغباتهم وحتى سفراتهم .

الا يدرك ابناء الوطن ان منع ادخال اكثر من كروز دخان قد يوفر عدة ملايين من الدنانير سنويا ستحصلها الحكومة من شركات الدخان المحلية وهذه الملايين قد تكفي لشراء فيلا لاحد المسؤولين الكبار او قد تغطي سفرات المسؤولين او في الحد الادنى تغطي مصاريف ' الحراسات ' المرافقة ' لدولة رئيس الوزراء وليس اي مسؤول اخر ؟!!

هل يعلم المواطن المحتج ان قرار الحكومة سيكون عاملا مهما في اجبار مئات الاشخاص وعائلاتهم على البحث عن عمل قد يفيد الحكومة اكثر من الدخان المهرب حتى لو اضطروا لانتظار عشرات السنين على ابواب ديوان الخدمة المدنية او على ابواب التنمية الاجتماعية او صندوق المعونة الوطنية ؟.

كنت اتوقع ان يخرج اهل الرمثا وغيرهم من ابناء الوطن في مسيرات تأييد لحكومة الرزاز وقراراتها خاصة اذا علمنا ان هناك من يقول انها تنفذ تعليمات غيراردنية فرضت على تجارنا وقف التعامل مع سوريا تحت طائلة قصف صواريخ تلك الجهة غير الاردنية لان قرار الرزاز حمى ابناءنا من ذلك القصف والملاحقة وربما اضافة اسمائهم على قوائم الارهاب الدولي !!.

قبل ايام كشف لنا نائب الرئيس كم نهدر من اموال بسبب تغيير كوشوك بعض السيارات في العقبة مما يضيع ايضا علينا مئات الالاف من الدنانير ، ثم بشرنا وزير الارقام بان الحكومة ستفرض رسوما على التجارة الالكترونية والفيس بوك كما يشاع ، وبعد هذا كله يأتي من يقول ان حكومة الرزاز وفريقة الاقتصادي ما شاء الله عليه لا يفكر ولا يعمل الا لمصلحة الوطن وتنمية الاقتصاد ؟!.

قبلها باشهر ايضا فرضت الحكومة ' الجاهلة في الاقتصاد ' رسوما اضافية على سيارات الكهرباء والهايبرد من اجل التخفيف من استخدامها واجبار الناس على استخدام السيارات العادية كل ذلك من اجل جباية المزيد من الضرائب على المشتقات النفطية وبنفس الوقت اوقفت حال الكثير من التجار والنتيجة تراجع خطير من الايرادات ومع ذلك تصر الحكومة على انها تسعى للتوفير في فاتورة الطاقة ' فهل نحن امام حكومة تعاني من انفصام ' او جهل اقتصادي غير مسبوق في التاريخ الاردني ؟.

كما جرت العادة فانني اختم اي مقال لي يتحدث عن الحكومة وقراراتها لا ذكر بانني وغيري حذرنا منذ اعلان اسم الرزاز لتشكيل الحكومة ، وقلنا وكتبنا بانها ستكون اخطر حكومة على الاردن ، واليوم وكل يوم يثبت للجميع صحة توقعاتنا ، وايضا ما زلنا نناشد صاحب الشأن سرعة اتخاذ خطوات سياسية حقيقية لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الآوان فلا يعقل ان نشاهد النار تقترب منا ونقف فقط ندعو الله بأن تمطر السماء لاطفائها .