أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


افتخر واعتز بأنني ابن مخيم

بقلم : جهاد طمليه
14-09-2019 01:06 AM

قبل عدة أيام اتصل بي أحدهم، طالبا مقابلتي بإلحاح مشدد، دفعني لإجابة طلبه الذي قدرته بلا شك، فاعلمته بأنني سانتظره في مكان ما داخل المخيم، لكنه اعترض على اختياري للمكان الذي حددته له مع تمسكه بطلب المقابلة نفسه.
وألح علي بأن يكون اللقاء خارج المخيم، ونزولاً عند رغبته التقيته خارج المخيم، وقبل ولوجنا بالحديث، سألته عن سبب رفضه لمقابلتي داخل المخيم.
فقال: إنه يتجنب دخول المخيمات – بشكل عام – لأنه لا يشعر بالأمان داخلها، لا على نفسه ولا على مركبته.
فسألته: هل سبق أن تعرضت لاعتداء ما داخل احد المخيمات.
قال: لا
قلت له إذن، من بنى هذا الخوف في داخلك من المخيم إن لم يكن لك تجربة ما مع المخيم وسكانه.
قال: من ما أسمعه يا صديقي عن المخيمات وشباب المخيمات.
قلت له: لعلك مخطئا يا صديقي.
لأن محدثي ليس بالرجل العادي؛ فهو قامة اقتصادية عاليه ولها مكانتها المرموقة في المجتمع الفلسطيني، وأمضى قسطاً كبيراً من عمره خارج الوطن.
مضى الوقت الأعظم من لقائنا والذهول مسيطر علي من هول ما سمعته، لأنني لم أتوقع أن هناك أفرادا أو مجموعات من أبناء شعبنا ما زالوا يحملون هذه الصورة عن المخيم وسكان المخيم، وهي صورة نمطية مبنية على أفكار بغيضة قام ببنائها والترويج لها مناهضو الوطنية الفلسطينية من أبناء شعبنا وعبدة القوالب الاجتماعية المقيتة التي تقدس الطبقية البائد، وتمقت العدالة الاجتماعية والمساواة.
حيث يتناسى أؤلئك دور المخيم في الحركه الوطنيه الفلسطينيه، وكيف أمست المخيمات معقلا للثورة والثوار، ما أسهم في تخريج أجيال متتالية من المناضلين والمثقفين وقادة المجتمع.
وبعد نقاش طويل مع محدثي طلبت منه أن ننقل جلستنا إلى إحدى مؤسسات مخيم الأمعري، فاستجاب فرافقته في جولة على المؤسسات التي ابدعت تاريخياً في تقديم كل الدعم والخدمات والأنشطة المتنوعة والمختلفة ولم يقتصر عملها داخل المخيم؛ بل ساهمت ببناء المجتمع من خلال دورها في تطوير الحركه الرياضيه والكشفية والثقافية والسياسيه، عدا عن دور كادرها السياسي والوطني وتقديمها لآلاف الشهداء والأسرى والجرحى، دون أغفال ما قام ويقوم به بعض الخارجين على القانون، شأننا في ذلك شأن باقي المجتمعات.
في نهاية الجوله، قدم لي صديقنا اعتذاراً محفوفاً بالخجل الشديد لما بدر منه، وعن احتفاظه بأفكار خاطئة عن المخيم، جلها منقولة من آخرين وغير معاشة من قبله، وبعد هذه الزيارة أصبح صديقنا العزيز من كبار الداعمين لأنشطة وفعاليات مؤسسات المخيم.
(*) عضو المجلس التشريعي الفلسطيني

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012