أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مشهد أردني عجيب.. بوصلة حكومية تائهة ومعلمون عبروا جسر التراجع

بقلم : عرار الشرع
20-09-2019 06:38 AM

حوار الطرشان، كلمتان تصفان المشهد الأردني هذه الأيام…
على هذا الجانب الحكومة مستعدة للحوار.. وعلى الجانب الآخر المعلمون (نقابتهم) مستعدة للحوار… وفي الحقيقة لا حوار.
لم تتعود الحكومة على هذا المشهد فدائما تتوقع أن تمسك بناصية الحوار، تنظر وتقترح، وتقرر وتنفذ، فتجاربها في كل الحوارات السابقة سارت على هذا النحو، وكرس البرلمان الأردني هذا الرأي، فحواراته مهما كانت درجة حرارتها يتبعها قرار جليدي، يرضي الحكومة ولا أحد غيرها.
وبين المشهدين الحديث والتقليدي يقف المواطن العادي فاغرا فاهه، مكذبا تارة ما يرى، ومندهشا تارة أخرى مما يرى.
لكن هل يعلم المواطن العادي، أن المهم في مثل هذه المشاهد ما لا يرى؟!
لم تتوقع الحكومة ممثلة برئيسها ووزير تعليمها، هذا السيناريو، وافترضت أن المعلمين لن يصعدوا لأكثر من يومين أو ثلاثة ليتفاجأوا بحجم الاحتجاج وخسارة الرهانات على إفشاله خاصة الرهان على موقف الأهالي.
فالحكومة مرت بتجارب تعتبرها أصعب، قانون الضريبة، والخبز والمحروقات والموازنة وغيرها، ما جعلها تنظر إلى أزمة المعلمين من غربال ترجو أن يحجبها، ولكن هيهات، فالرابضون على مطلبهم يرفضون التحرك قيد أنملة، والتجاهل الحكومي يزداد، مما يشي بتفاقم الأمة وتصعيدها إلى حجم يفوق توقعات حكومة الرزاز ومن يشد على يدها.
لكن التساؤل المطروح بقوة الآن؟ إلى متى؟ وهل تؤثر مغادرة الملك البلاد على قرارات الحكومة؟ فهي في العادة تحاول قدر الإمكان تجنب أي قرارات بغياب سيد البلاد لأنها لا تعلم ردة فعله عليه من جهة ولا تريد التورط في قرارات دون أن تشعر أن هناك من يحمي ظهرها، أو على الأقل تظن ذلك.
إذن نحن أمام مشهد عجيب، بوصلة حكومية تائهة، ومعلمون عبروا جسر التراجع وباتوا الآن غير آبهين بالتهديد والوعيد والرجاء وحتى التوسل.
لم يستطع أحد حتى الآن فك لغز موقف رئيس الحكومة الغائب الحاضر، فالرجل الذي اعتاد الحضور القوي بتصريحاته وتغريداته وحتى في تلميحاته، صامت كأبي الهول، ينظر والعالم يتساقط من حوله وكأنه لا يعنيه، ويحيل الأمر كالعادة إلى لجنة.
تعددت اللجان، وكثرت أوراقها وما من قارئين، ولذلك لا يريد المعلم لجنة وقرارات، واستبيانات ودراسات على طريقة الحكومة، بل يريد ما وعده به أسلافها وتملصت هي منه، مطلب يراه كثيرون طبيعيا وحقا مكتسبا، ويراه قليلون تجاوزا يضر بهيبة الدولة وبمصلحة الطلاب، وكأن الطلبة على رأس اهتمامات الحكومة التي ترى الضرر الذي يلحقه إضراب المعلمين، وتتجاهل مشاهد المدارس المتهاكلة، والاكتظاظ الصفي، والظروف الصحية السيئة التي يعيشها الطلبة ومعلموهم.
المشهد التربوي الأردني كل لا يتجزأ، وحكاية لا تحتمل أكثر من رواية، وقطار يجب أن يتوقف في أقرب محطة لفحص، محركه ومكابحه وعجلاته، كي لا يسقط في أقرب واد سحيق.
كاتب اردني..رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012