أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لا تكسروا عظم الوطن ..

بقلم : عيسى الخزاعله
29-09-2019 10:51 PM

لقد شهد الوطن صراعا شديدا بين الحكومة ونقابة المعلمين خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. وبعد عدة جولات من الحوار لم يصل الطرفان الى حل يحفظ ماء وجه الطرفين فالنقابة لا تريد النزول من اعلى الشجرة والحكومة يبدو انه ليس لها نية لتعبيد الطريق لحل يبعدنا عن كسر عظم الوطن.
اخر التطورات ما خرج به دولة الرئيس مساء السبت 28 من ايلول 2019 من تصريح طرح فيه حل الحكومة والذي ينطوي على زيادة بناء على رتب المعلمين ولكن هذا الطرح تم رفضه من قبل نائب نقيب المعلمين الذي اعلن عن رفض النقابة لهذا الحل الذي اعتبره انه ضحك على الذقون وانه حل من طرف واحد فقط وهذا لا يتفق مع ابجديات اي حوار مطلقا.
في خضم هذا الصراع وعملية شد الحبل بين الطرفين خرجت اصوات كثيرة منها من هو مع المعلم وهم غالبية ومنها من هو مع الحكومة متمترسين خلف الوطن – حسب تعبير البعض منهم. ولكن ايضا ظهرت هناك مطالبات للنقابة من قبل كثير من اهالي الطلاب تدعو الى تغليب مصلحة الطلاب ومستقبلهم على المصلحة الخاصة حسب رأيهم . الصوت الاخر والذي يقف بصف المعلم يؤكد ان هناك امورا اهم من الزيادة نفسها تدافع عنها النقابة.
ومن هنا يجد الكثيرون ان عملية الشد هذه ليست في مصلحة الوطن ولا من مصلحة المواطن وخاصة الطالب. فالوطن اهم بكثير من حكومة لم تحسن ادارة الازمة واهم بكثير من نقابة لم تضع نصب عينيها المصلحة العليا للوطن والمواطن وبالأخص الطالب على الرغم انها وعدت بتعويض الطلاب عما فقدوه من دروس وهنا لا بد ان اشير ان استمر الوضع هكذا لاسبوعين او اكثر فان النقابة لا يمكنها ان تعوض الطلبة عما فقدوه لان الزمن يجري وليس في صالح وطننا ابدا.
اجد هنا انه يجب ان نضع حدا لهذا الصراع وعملية كسر العظم هذه ونضع الوطن نصب اعيننا جميعا. وعليه فأنني اقترح – كما اقترحت في الاسبوع الماضي على صفحتي على الفيسبوك – ان يعود المعلمون الى غرفة الصف وأن يتم تعليق الأضراب من اجل ممصلحة الوطن العليا وان يعود الطرفان الى طاولة المفاوضات مجددا وأن تعطي النقابة مهلة مدتها شهر من اجل ايجاد حل يرضي الطرفين. وبهذا الاجراء تكسب النقابة تعاطف الشعب معها وتنفي عن نفسها اي تهمة غير وطنية ويعود طلبتنا ليزينوا مدارسهم ويرفع علم الوطن عاليا على السواري وتصدح الحناجر بنشيد الوطن في كل صباح ونعيد الحياة الى مدارسنا بعد ان اصابها الكسل.
انني بهذه الدعوة الصادقة اؤكد انه لا يجوز ان نكسر عظم الوطن فهو اهم من كل شيء ولا بد من التضحية من كلا الطرفين كما وارجو الله ان تصل دعوتي هذه الى نقابة المعلمين التي نحترم منتسبيها ونجلهم فهم ورثة الانبياء والله من وراء القصد.
عيسى الخزاعله

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012