أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مخاطر الصراخ على الأطفال

24-10-2019 03:43 PM
كل الاردن -
الصراخ على الطفل أحد الأساليب التي قد يستسهلها الآباء والأمهات كونه يأتي بنتائج فورية، فمثلاً يكف الطفل عن تصرف ما فور سماعه صراخ والديه، ولكن نتائج هذا الأسلوب تكون سلبية على الطفل في نواح كثيرة، لذلك يجب على أولياء الأمور أن يجدوا حلولاً فعّالة لحماية أطفالهم في حال كان أفراد العائلة يلجأون إلى الصراخ في بعض المواقف.
وفي حال كان الأبوان غير قادرين على التوقف عن الصراخ، وضبط النفس عند الشعور بالإحباط أحيانا فيما يتعلق بتربية الطفل، فإنه يوصى بطلب الاستشارة والمساعدة من أهل الاختصاص، لأن ذلك أفضل الحلول لحماية وتعزيز الصحة العاطفية لجميع أفراد العائلة.

يقول الكاتب خوسيه رولدان برييتو -في تقرير نشرته مجلة «بيكيا بادريس» الإسبانية- إن الصراخ على الطفل من العادات السيئة التي يقع فيها الوالدان، وعواقبها تهدد صحة الطفل الجسدية والنفسية على حد سواء.

ويقول استشاري العلاج النفسي الدكتور عبد الله الرعود :«الصراخ في وجه الأطفال هو رد فعل أو استجابة عنيفة من الأم أو الأب تجاه سلوك أطفالهما دون تفكير، ويكون الصراخ استجابة لضغوطات الحياة الكبيرة على الوالدين».

ويضيف :«كثير من الآباء يعتقدون أن الأطفال حتى الرضع لا يدركون ولا يفهمون استجابات الغضب والصراخ، ولكن أثبتت الدراسات أن الطفل حتى وهو في رحم أمه بحاجة إلى استجابات إيجابية فهو يتأثر بالحالة المزاجية للأم».

ويبين الرعود:«الخوف من الآثار السلبية للصراخ على الطفل، حيث يصبح الطفل مرعوبا من كل شيء، وهذا يؤثر على الحالة النفسية له في المستقبل، ويؤثر سلباً على تكوين ثقته بنفسه، عدا أنه تتشكل لديه ردود فعل عدوانية وسلوكيات غير سوية اتجاه الآخرين واتجاه نفسه، فيلجأ إلى إيذاء نفسه أو حتى الانتحار، حتى أنه يصبح عدوانيا فيلجأ إلى الضرب والتكسير والإهمال، ويؤثر الصراخ أيضاً على الجانب المعرفي والإدراكي ويضعف الذاكرة، ويؤدي إلى عدم التركيز وقلة الاهتمام وضعف الرغبة في الدراسة وتنفيذ الواجبات التعليمية وعدم الالتزام واللامبالاة وضعف درجة الضبط النفسي والتشخيصي».

ويرى الرعود أن :«الطفل كالشجرة تنشأ مستقيمة وثابتة حسب تنشئتها، فيخرج للمجتمع بشخصية قوية متوازنة إذا أتُبعت طرق تنشئة سليمة، فالآباء قدوة لأطفالهم حين يتصفون بالتوازن والهدوء واللجوء إلى الأسلوب السوي في الاستجابة لمواقف الأسرة والأطفال، ويعتبر الوالدان نموذجين مهمين يتعلم منهما الطفل طريقة حياته وأسلوبه في الحياة».

ويبين الرعود أنه:«يجب استخدام أساليب التعزيز كاستجابة لسلوك الطفل والهدوء واستخدام وسائل اتصال واضحة ومفهومة وسليمة معه، وإشراكه في المواقف التعليمية كالطرق الإيجابية السوية، وإعطاء الطفل واجبات وأوامر تناسب قدراته وإمكانياته، عدا عن ضرورة ضبط النفس عند الغضب من سلوك والتفكير بعقلانية ودراسة نتائج السلوك قبل التصرف وما هي تأثيرها عليه، واستخدام أساليب تعيد التوازن عند الغضب مثل الاسترخاء وتأجيل الاستجابة، وتغيير هيئة الشخص، وتفسير السلوك للطفل».

ويرى أنه :«على الأهل استخدام أسلوب التخيل في كبح موجة الغضب، كتخيل الأب أنه أمام صديقه أو أمام مجموعة تفسر سلوك الغضب لديه، واستخدام ثقافة الاعتذار للطفل، واذا سمع الأب أو الأم أن الطفل على خطأ، فيجب توضيح ملامح الخطأ ونتائجه على الفرد والأسرة، ويجب أن يشعر الأهل الطفل بالحب والثقة والاهتمام وعدم السخرية والاستهزاء بسلوكه مهما كان سخيفاً أو تافها».

وتقول الاستشارية التربوية والأسرية رولا خلف: «تعد ظاهرة الصراخ من الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وأصبحت مرضا خطيرا، وهي شكل من أشكال المعاملة السيئة».

وترى خلف أن :«الأم في موقف صعب بسبب الضغوط النفسية والأعباء المتزايدة عليها في العمل، ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى مساعدتها لأولادها في فهم واستيعاب دروسهم، فكيف لها بعد يوم شاق وطويل ومعاناة في العمل والشارع أن تقوم بدورها في تربية وتنشئة أطفالها وتقويم سلوكياتهم وحل مشاكلهم؟،كيف لها بعد كل هذا أن لا تستخدم الصراخ والصوت العالي للسيطرة على الموقف؟».

وتبين خلف أن :«انعكاسات الصراخ تؤثر سلباً على أطفالنا، فالصراخ على الأولاد سواء بالمنزل أو أمام الناس ينعكس على شخصياتهم بصفة عامة، ويتسبب في إضعاف ثقتهم بأنفسهم ويسبب ردود فعل عدوانية منهم، كما يسبب التأخر الدراسي وعدم التركيز وضعف الذاكرة، ويدمر العلاقة بين الطفل والوالدين وفي الغالب تكون حالة الطفل سيئة، وتتأثر نفسيته نتيجة الصراخ في وجهه لأنه من أخطر الأساليب في تربية الأبناء، وهذا يجعل كثيرا من الأطفال يفضلون وسيلة الضرب على الصراخ، لأنها تعتبر وسيلة أخف على نفسياتهم، لذلك يجب الحذر من اللجوء الى الصراخ لما له من آثار سلبية خطيرة».

وتنوه خلف إلى أنه : «يجب على الأم القيام بعدة أمور تجنّبها عادة الصراخ على أبنائها، وعليها أن تتذكر دائماً أنهم لا دخل لهم في الظروف الخارجية التي تؤثر سلباً على أعصابها، وعلى الأب مشاركة الزوجة في التربية، فهو مسؤول معها، فالتربية ليست حكراً عليها وحدها ودوره فعّال ومهم جداً».

وتضيف :«على الأم أن تشغل نفسها بأي شيء آخر عندما تعلن لطفلها أنها ستحاسبه على خطأه أو إهماله، وأن تستبدل الصراخ بالأسئلة، وأن تقول له مثلاً سأخبر أباك بما فعلت، هذا التأجيل سيخفف من ثورة الغضب في نفسه، ويشعر الطفل أن خطأه لن يمر دون حساب، فالهدوء والصبر والمرونة صفات يتعلمها الطفل من أمه وأبيه بدلاً من تعلمه الصراخ والعصبية».

وترى خلف أن :«هناك وسائل أخرى للعقاب يمكن للأم أن تتعامل مع طفلها بها بدلاً من الصراخ، ومنها كرسي التفكير والحرمان والتعزيز والمكافأة، وأيضاً بإمكانها أن تضع أكثر من عقاب والطفل يختار بنفسه العقاب الذي يريد أن ينفذه، فهذا أسلوب ناجح في انضباطه واتباع تعليمات الأم».

وتحذر خلف الأمهات من عدم السيطرة على أعصابهن في التعامل مع أطفالهن، لأن مفتاح الطفل السوي هو الصوت المنخفض في التعامل، لذا على الأم أن تركز على التواصل مع طفلها منذ الولادة، وأن تركز على اتباع أسلوب سليم، واستخدام لهجات محببة تعزز نفسية الطفل مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي في المنزل».

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012