أضف إلى المفضلة
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : حراك سياسي ام ردود فعل ؟

18-11-2019 07:30 PM
كل الاردن -


لا شك ان المتابع للشأن الاردني منذ انطلاق الربيع العربي وقبله بسنوات قد وصل الى قناعة ان الاردن حتى اليوم لم يشهد حراكا سياسيا وافيا ، وان كل ما شاهدناه خلال العقد الاخير في معظمه حراك مطلبي معيشي او رد فعل على قرار حكومي ينتهي بالتراجع عنه او بالالتفاف عليه كما حصل قبل عام ونصف العام عندما خرجت بعض النقابات ورجال الاعمال للرابع رفضا لمشروع قانون الضريبة وقتها او كما حصل قبل شهرين عندما خرج المعلمون .

قبل عقد من الزمان اطلق المتقاعدون العسكريون بيانا ' سياسيا ' غير مسبوق خاصة انه صدر من مجموعة لم يعرف عنها يوما انها معارضة او سياسية ، وشاهد الجميع رد الفعل الرسمي وغير الرسمي عليه ، وكيف تم الحشد ضد مصدري البيان والالتفاف عليه ، ثم انطلق بعد عدة اشهر الربيع العربي في تونس الشقيقة ، وهنا تاثر الاردن به كما تأثرت بعض الدول العربية ولكن بصورة مختلفة .

اصحاب الشأن وقتها اظهروا استجابة سياسية مسبقا ، حتى وصلت الاستجابة الى تشكيل لجنة لاعادة النظر بالدستور الاردني كونه احد مطالب النخبة السياسية وقتها ، كما تم تكليف شخصيات اردنية لرئاسة الحكومة ابرزهم عون الخصاونة لارسال رسالة طمأنينة للشعب وفعلا نجحت الاجراءات الرسمية يالحد من تأثير الربيع العربي داخليا والاكتفاء بحراكات مطالب معيشية او فئوية لا ترتقي لحراك سياسي فاعل ومؤثر .

عام 2013 بدات خطوات التراجع السياسي خاصة عن بعض الخطوات الاصلاحية لا بل وفرض مزيد من القيود على حرية التعبير وملاحقة الناشطين سياسيا ، واختراع ' قانون الجرائم الالكترونية ' عدا عن قانون انتخاب لا يلبي طموح
المواطنين وتقليص صلاحيات السلطة التنفيذية من خلال تعديلات دستورية ..وزاد تغول الحكومة على الشعب بفرض مزيد من الضرائب والرسوم دون ادنى اعتبار لردود فعل الشعب .

السؤال الذي يطرح نفسه اذا كان الشعب فقيرا ورافضا لقرارات الحكومات ومسلسل الضرائب ، فما سر عدم اعلان رفضه لتلك القرارات من خلال احتجاجات سلمية ليفرض على الحكومة التراجع عن قرارارتها ، هنا لعلي اجتهد بالاجابة ان الشعب ما زال قادرا على التعايش مع ما تفرضه الحكومات وربما ادعاء معظم الناس بالفقر والعوز غير حقيقي ، ولو كان غير ذلك لاعلنوا رفضهم بكل الطرق السلمية .

هنا ساعود لعنوان المقال ان ما يحدث في الاردن هو مجرد حراك مطلبي لم يرتق لحراك سياسي فاعل ومؤثر وللاسف فان الحراك السياسي هو فقط حراك نخبوي غير مؤثر شعبيا ولذلك لم نجد حتى الان تجاوبا شعبيا معهم ، وهنا يمكن ان نعزو السبب اما بعدم قناعة الشعب بمن يقود الحراك السياسي او يشارك به او بسبب عدم وصول معظم الشعب لقناعة بحقوقهم الساسية وضرورة المطالبة بها وعدم قدرتهم على التخلص من ارث ' وظيفي ' مرتبط برضى جهات حكومية .

من هذه الحقيقة والواقع المؤلم ما زلت على قناعة اننا لن نتقدم للامام الا من خلال اعادة صياغة بيان العسكر او بيان الاول من ايار كما عرف ووضع المطالب الوطنية السياسية امام اصحاب الشأن بنقاط واضحة ومحددة يقنع بها الشعب فلعل تكون هناك استجابة لما فيه صالح وخير الوطن .
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-11-2019 04:51 AM

عاش بيان العسكر المجيد

2) تعليق بواسطة :
19-11-2019 03:43 PM

كل التحيه ابو احمد. كلها ردود فعل انيه لتحصيل لقمة الخبز وناخذها بالقطاره ويعود التضخم ليجففها.

3) تعليق بواسطة :
23-11-2019 09:27 PM

كل الاحترام خالي احمد الدهني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012