أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


دلالات إسقاط الطائرة الأمريكية في ليبيا

بقلم : حازم عياد
08-12-2019 06:41 AM

تهاوى الحاجز النفسي المرتبط باستهداف القوات الامريكية في العراق وسوريا بل الخليج العربي وليبيا اكثر من مرة خلال الاشهر القليلة الماضية، واتسعت دائرته وتعددت اطرافه بشكل لافت يدفع نحو البحث في الدوافع والتداعيات والدلالات السياسية والامنية.
ففي الخليج العربي كسر هذا الحاجز تارة عبر الاحتكاك بين البحرية الامريكية والايرانية وتارة اخرى عبر استهداف الطائرات الامريكية بدون طيار في الخليج العربي وتحدي النفوذ والهيبة الامريكي عبر استهداف ناقلات النفط.
لم يقتصر الامر على الخليج العربي اذ سرعان ما امتد الى اليمن وليبيا عبر استهداف الطائرات الامريكية بدون طيار والاخطر من ذلك كله تكرار الهجمات المباشرة على القوات الامريكية في سوريا والعراق.
الحواجز النفسية المانعة من استهداف القوات الامريكية تتهاوى وتتداعى شيئا فشيئا، فخلال اسبوع واحد تعرضت قاعدتي (بلد) الجوية 80 كم شمال بغداد وقاعدة (عين الاسد) في الانبار لهجمات صاروخية، كما استهدفت القوات الامريكية في دير الزور بهجوم مسلح لم تتضح معالمه بعد او الجهة التي تقف ورائه كغيره من الهجمات الغامضة التي تتعرض لها القوات الامريكية في سوريا.
التوتر والاشتباك المباشر اتخذ اشكالا متعددة بين طهران وواشنطن، اذ حمل الايرانيون استهداف القنصليات والحضور الدبلوماسي الايراني في العراق لأمريكا وحلفائها، في حين حمل الامريكان ايران وحلفائها مسؤولية قصف واستهداف للبعثة الدبلوماسية الامريكية في المنطقة الخضراء.
رغم ارتفاع وتيرة التوتر واتساع نطاقها الجغرافي وامتداده الزماني بفعل التوتر بين ايران والولايات المتحدة، الا ان دائرة الاستهداف اخذت اتسعت لتشمل اطراف جديدة متجاوزة طهران والنظام السوري الكيانات دون الدولة من مليشيا وجماعات مسلحة، اذ باتت روسيا طرفا غير مباشر في المواجهة بتورط شركات امنية روسية في العمليات المسلحة في البؤر الساحنة ومن ضمنها ليبيا.
تورط روسيا في شمال افريقيا ودعمها الجنرال حفتر سياسيا وتعاقده مع شركات امنية روسية ظهر جليا بعد اسقاط طائرة امريكية بدون طيار في اجواء العاصمة الليبية طرابلس، حادثة دفعت قائد العمليات الامريكية في افريقيا «ستيفن تاونسند» الى اتهام اعضاء في شركة روسية خاصة (شركة فاغنر) بالمسؤولية عن اسقاط الطائرة بتفعيلهم منظومة الدفاع الصاروخي الروسي، ليتضج ان هناك لاعبا جديدا في المنطقة يتجاوز ايران والمليشيات المرتبطة بها ليمتد نحو روسيا والشركات المرتبطة بها.
تاونسند برر الحادثة بالقول ان استهداف الطائرة الامريكية غير متعمد جاء بعد تفعيل المرتزقة الروس (شركة فاغنر) لمنظومة دفاع جوي روسية الصنع تعمل لصالح الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، فالروس لم يكونوا على علم بأن الطائرة امريكية الا انه استغرب من ان الروس ومعهم قوات حفتر رفضوا تسليم حطام الطائرة وهو ما تسعى له القوات الامريكية الفاعلة في ليبيا الآن.
دائرة الاستهداف للقوات الامريكية تتسع جغرافيا وزمانيا وتتعدد اطرافها وتزداد تعقيداتها وحمى التشابك فيها ما يفاقم من الاعباء الامنية والسياسية التي تواجهها الولايات المتحدة المريكية في ظل حالة الانقسام والتصارع في المعسكر الغربي وخصوصا الناتو والتي تشمل تركيا ودول اوروبا الغربية، وهي خلخلة تولد عنها مستوى عال من التذبذب الذي يعد مقدمة لانتقال الاشكال الى ساحات دولية اوسع تمتد الى جنوب شرق آسيا في بحر الصين الجنوبي وبحر اليابان وشبه الجزيرة الكورية بل الى امريكا الجنوبية.
ختاما.. تتعاظم الضغوط التي تواجهها الولايات المتحدة الامريكية وتتعاظم معها حالة التشتت التي تعاني منها الساسية الامريكية فالضغوط العسكرية والامنية تفاقم من ازمة الدبلوماسية الامريكية، امر ما تم رصده في تصريحات قائد في البحرين خلال منتدى الخليج الامني على لسان قائد المنطقة الوسطى الجنرال كينث ماكنزي بتوجيه رسائل دبلوماسية لإيران، والآن على لسان قائد العمليات الامريكة في افريقيا الجنرال تاونسند بتوجيه رسائل لروسيا وحفتر، انها ازمة عميقة تتسع ولا تضيق وللحديث بقية.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012