أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كندا والموقف من «أونروا» و «الجنائية الدولية»

بقلم : حازم عياد
22-12-2019 04:34 AM

رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا قالت يوم اول امس الجمعة 11 كانون الاول ديسمبر «إنها ستفتح تحقيقا كاملا في مزاعم ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية فور تحديد نطاق السلطة القضائية للمحكمة».
ليعلق بنيامين نتنياهو على هذا القرار عبر تغريدة على «تويتر» بالقول: «إن المحكمة غير مختصة بالعمل في الأراضي الفلسطينية»، واصفًا القرار بأنه «مخز»؛ ودعمه وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بقوله: «إن الولايات المتحدة تعارض بحزم فتح المحكمة الجنائية الدولية لتحقيق في جرائم حرب إسرائيلية مزعومة».
ورغم الاعتراض الامريكي ومعه اعتراض الكيان الاسرائيلي، الا ان المحكمة الجنائية ماضية في عملها خصوصا في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وتحديدا في قطاع غزة، وهو ما ألمحت اليه المدعية العامة في المحكمة الجنائية.
قرار المحكمة الجنائية ورغم انه جاء متأخرا، الا ان توقيته يعد ملائما؛ فهو يفتح الباب لملاحقة قادة الاحتلال الاسرائيلي في كافة المحافل الدولية، ويضعهم على قوائم الملاحقة، والمتابعة في الدول المنضوية تحت لواء المحكمة الجنائية التي انضمت اليها السلطة الفلسطينية في عام 2014.
الملاحقة القانونية والتحقيق الذي ستقوده الجنائية الدولية سيعقد عمل المسؤولين الصهاينة، ويربك عملية صناع القرار الذين اسقطوا بالكامل فاعلية الملاحقة القانونية بالاعتماد على الدعم الامريكي في المحافل الدولية، غير ان القرار فتح الباب لتعقيد عملهم، ورفع مستوى التوتر لدى النخب السياسية والعسكرية، والاهم من ذلك انها تترافق مع تراجع في مستوى الدعم والتأييد لدى الرأي العام الامريكي؛ إذ بات من المعتاد سماع اصوات مناهضة للكيان الاسرائيلي، وللانحياز الامريكي لإسرائيل في اوساط النخبة السياسية الامريكية، والتي كان آخرها الانتقادات التي وجهها المرشح الديمقراطي للرئاسة بيرني ساندرز مؤخرا، اذ دعا الى التوقف عن الانحياز لإسرائيل في السياسة الخارجية.
التغير في امريكا وفي المنظومة العالمية تجاه الكيان الاسرائيلي بطيء ومتثاقل؛ تغير تقابله اجراءات امريكية مضادة تستهدف النشطاء المناهضين للكيان الاسرائيلي في امريكا، كان آخرها قانون تجريم حركة المقاطعة لإسرائيل المعروفة اختصارا بـ(BDS) في الولايات المتحدة، وتصويت كندا المستهجن والشاذ على دعم الكيان الاسرائيلي في الامم المتحدة في 6 قرارات من اصل ثمانية تتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين والتجديد لـ»أونروا».
رغم قوة التجاذب والتقدم البطي، إلا أن انتقال المواجهة الى الداخل الامريكي يعد خرقا مهمًا في المواجهة مع السياسة الاستعمارية، والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، ليضاف الى سلسلة المواجهات القانونية والسياسية مع الكيان الاسرائيلي؛ اذ بات الكيان يعاني من صعوبات متزايدة في الترويج والدفاع عن سياساته الاستعمارية؛ وهو ما يدفع إلى طرح تساؤل عميق: لماذا في ظل هذا المناخ المتغير على المستوى الدولي تتجاهل كندا حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتصوت بطريقة شاذة في المحافل الدولية؟!السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012