22-12-2019 08:00 PM
كل الاردن -
لعلي كمتابع ومشارك منذ 10 سنوات بما يسمى الحراك الشعبي المطالب بالاصلاح وما تحقق خلال هذه الفترة الزمنية استطيع اليوم ان اؤكد ان الوقت ما زال مبكرا للحديث عن تحقيق اي خطوة اصلاح حقيقية في ظل غياب حراك فاعل وتجاوب من صناع القرار بشكل يؤشر على ان رسائل الشعب قد وصلت ..ان كل ما يحدث هو عبارة عن ' معالجات وابر تخدير ' لا تقدم ولا تؤخر في حقيقة واقع معيشي وسياسي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم .
في عالمنا العربي لم يحصل اي تغير ايجابي الا في ثلاث دول هي تونس والجزائر والسودان ، وجزئيا نستطيع ان نقول ان المغرب ايضا حقق بعض الخطوات الخجولة ، ولكن اذا نظرنا الى دول الطوق كما تسمى ' مصر وسوريا ' والعراق العمق الاستراتيجي فلا أرى املا في المدى المنظور لتحقيق اي اصلاح .
نحن في الاردن حتى اليوم ما زلنا ننتظر ' المجهول ' قد يكون معلوما..فلا يوجد اردني لا يدرك ويعلم ان المحافظة على الامن هو متطلب اقليمي ومدعوم دوليا ليس حبا في الاردن ولا بالشعب الاردني ، وأخشى ان يكون ذلك من اجل تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن ، وحتى ذلك اليوم سيبقى الاردن في عنق الزجاجة. .
عندما حذرنا وما زلنا من عملية الالتفاف على مطالب الشعب وخاصة ' السياسية ' وصفنا البعض بالعملاء واصحاب الاجندات الخارجية ، واحيانا بالباحثين عن موقع او كرسي ، ومنا من دفع ثمنا باهظا من حريته في المعتقلات والتضييق عليه في عمله ومعيشته ، في وقت نرى الفساد والاستغلال الوظيفي وتقديم اسماء بعضها طارىء في مواقع عامة وكأن الامر هو نوع من التحدي للشعب ومطالبه المحقة .
اليوم نشاهد الازدياد باعداد قضايا الفساد وتراجع الثقة بالادارة العامة والاخطر ايضا تراجع الوضع المعيشي بشكل اصبح يهدد الامن المجتمعي بعد انتشار ظاهرة تجارة المخدرات وتضاعف اعداد المتعثرين والزيادة الكبيرة باعداد المتعطلين عن العمل وتوسع جيوب الفقر وهذا كله ' يعتبر الارضية الخصبة ' التي تهيئ ' لا قدر الله ' لما لا تحمد عقباه على الوطن .
عندما نقول ما زال الوقت مبكرا لا يعني فقط ان هناك فسحة من الامل امام الشعب فقط بل ايضا قد يكون انه ما زال هناك ترتيب لخطوات سياسية قد تفرض على بلدنا ، ومن هنا نتساءل الى متى نبقى نعيش على ردات الفعل والفزعة واخفاء حقيقة الوضع في ظل انفتاح سياسي واعلامي غير مسبوق ولا يمكن لاعلام قاصر أن يخفيه .
آن الآوان لخطوة سياسية تبدأ مع بداية عام 'تشير كثيرا من التوقعات خطورته على منطقتنا '، خطوة تعيد بعض الثقة والامل في نهاية عقد من الحراك الشعبي الوطني والمنتمي وليس كما يصفة ' تجار الاوطان والكراسي ' ولنتوقف عن استخدام ابر التخدير التي لن تشفي مريضا ولن تنقذ وطنا وشعبا.