أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية

بقلم : عبدالحميد الهمشري
25-12-2019 05:53 AM

الحلقة السابعة والسبعون جزء 4

بدو الأغوار والقدس والخليل نكبتهم متواصلة

نتابع في هذا الجزء من الحلقة بيان ما تتعرض القرى والتجمّعات البدويّة في الضفة خاصة في القدس والأغوار كـ الخان الأحمر، حمصة الفوقا والتحتا، مكحول، جبل البابا، عرب الكعابنة، الجهالين، أبو دهوك، الهذالين ومسافر يطا» من محاولات اقتلاع من قبل سلطات الاحتلال بالتهجير لصالح إقامة مشاريع استيطانية..حيث يبلغ عدد القرى والتجمعات البدوية المهددة بالتهجير من قبل سلطات الاحتلال نحو19 قرية في شمال الأغوار في منطقة البقيعة الشرقية والغربية وفق خطة ممنهجة من أجل تهجير جميع القرى والتجمعات البدوية في الأراضي المحتلة خاصة ممن يقيمون في المنطقة (ج) من الضفة الغربية المحتلة، التي تخضع لسيطرة سلطات الاحتلال إدارياً وأمنياً.
حيث بدأ الاحتلال بتهجير التجمعات البدوية، منذ عام 1997 لإقامة كيان لها وتنفيذ مخططاتها للسيطرة على المنطقة ولتصفية القضية الفلسطينية، تلا ذلك البدء بإنشاء مشروع بناء الجدار العازل عام 2002 الذي سلب آلاف الدونمات الفلسطينية وحاصر الأخرى وبدأ في استهداف التجمعات البدوية بزعم أنها تجمعات عشوائية وغير شرعية وتقيم على أرض تتبع للكيان الاحتلالي تنفيذًا لمشروع E1 الاستيطاني الهادف لسلب الأراضي الفلسطينية.. وتمر مراحل الهدم بداية بتسليم إخطارات بمنع البناء ومن ثم الهدم، واعتبار المنطقة منطقة عسكرية، وتمنع المؤسسات الدولية من تقديم احتياجات السكان مقدمة لتهجيرهم.. ما سيجعل الضفة الغربية تحت نفوذ الاحتلال العبري الذي سيسيطر على الطرق وتجمعات المياه الجوفية وشبكات الصرف الصحي، وسيضرب 80% من قطاع الثروة الحيوانية في الضفة، مرجعًا ذلك اعتماد سكانها على انتاجها بالدرجة الأساسية، سكان التجمعات البدوية يعيشون بخيام أو في بيوت من زينكو «صفيح»، ويعملون بالدرجة الأساسية بالرعي وتربية الحيوانات والتنقل بحثًا عن العشب والماء.. فسلطات الاحتلال تمارس سياسة التطهير العرقي بدءًا بمنطقة غور الأردن وحتى جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وذلك ضمن سياسة عبرية لترسيم حدود مستقبلية بالحل الذي سيفرض برعاية أمريكية فهناك أكثر من 44 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في منطقة الأغوار، يقطنها نحو 150 ألف فلسطيني، سيتم تهجيرهم تنفيذًا لمشروع 5800 لعام 2050، والذي يعد من أهم مشاريع اليمين اليهودي تجاه مدينة القدس.. فتهجير سكان قرية «الخان الأحمر» يأتي ضمن هذا المشروع الذي يقضى بإقامة الفنادق والمطاعم والمطارات ومناطق صناعية في مدينة القدس المحتلة، وهذاالمخطط للدولة العبرية بتهجير القرى والتجمعات البدوية اتخذ قبل (40 عامًا) وفق الإعلام العبري.. فالاحتلال يهدف من وراء تهجير التجمعات البدوية إقامة مطار دولي كبير في منطقة البقيعة القريبة من مدينة أريحا والبحر الميت، وربط المنطقة بشبكة من القطارات، وإقامة مناطق صناعية وتجارية وفنادق زاعماً أي الاحتلال أن التجمعات البدوية تقام على أرض تتبع لكيان الاحتلال ويجب طردهم، وهذا يظهر بوضوح مواصلة الاحتلال لسياسة التطهير العرقي بحق البدو الفلسطينيين خدمة لمخططاته ومشاريعه الاستيطانية وفرض رؤاه بالحل الذي يرتأيه في المنطقة لتصبح دولة الاحتلال همزة الوصل بين أوروبا والعالم العربي.
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012