أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


«ما هكذا يا سعدُ تورد الإبل»

بقلم : عمر عليمات
30-12-2019 03:38 AM

يتعرض الأردن حالياً لحملة استهداف إعلامية وسياسية منظمة يقودها اليمين الإسرائيلي بشكل علني وفج، فتعهدات نتنياهو بعد فوزه بالانتخابات التمهيدية لحزبه «الليكود» تعهدات تؤكد أننا أمام شيء أكبر من مجرد مشاكسات وهرطقات انتخابية، بل هي عقيدة شخص غير مؤمن لا بحل الدولتين ولا بالسلام من حيث المبدأ.
نتنياهو يريد وضع حدود نهائية للكيان، ودفع واشنطن للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت، وكافة المستوطنات في الضفة الغربية دون استثناء، وهذه جميعها رسائل خشنة جداً تجاه الأردن ومسار اتفاقية وادي عربة، يأمل نتنياهو أن تستفز الأردن لإلغاء معاهدة السلام، بحيث يتمكن هو من الانقلاب على كافة التفاهمات والاتفاقيات الدولية السابقة، وهذا ما يفسر حالة الهوس والانفصام التي يعانيها الإعلام الإسرائيلي وأذنابه عند الحديث عن الأردن والوطن البديل والقيادة الأردنية، وكأنه يتحدث عن دولة لم يمر عليها أصعب وأقسى من هذه الظروف وتحطمت على صخرة صمودها عشرات المخططات والمؤامرات.
لم يعد سراً أن نتنياهو يرى في مواقف الأردن الأخيرة المتعلقة بإنهاء ملحقي اتفاقية وادي عربة، وتشدده إزاء الإفراج عن معتقلين أردنيين مواقف أثرت في وضعه الانتخابي، يضاف إلى ذلك موقف الإدارة الأمريكية منذ مجيء دونالد ترامب الذي لا يتوانى في تقديم أي دعم لتنفيذ المخططات الإسرائيلية.
ما يردده إعلام الكيان والهجمة غير المفهومة من وسائل إعلام عربية لترجمة ما تنشره الصحف الإسرائيلية لا يعنينا كثيراً، لكن ما يعنينا هو التعامل الأردني مع تلك الهجمة، وهنا لا نتحدث عن المستوى السياسي، بل عن الظروف الاقتصادية التي نعيشها، فالتعامل مع الشأن الداخلي كجزيرة مفصولة عما يحدث خارجياً يمثل حالة غير مبررة من الإنكار والتعاطي مع العمل الحكومي بنظام «المياومة»، فالكل تعهد بخفض المديونية وخفض نسب البطالة وجذب الاستثمارات الأجنبية والخروج من عنق الزجاجة، إلا أن هذه التعهدات لم تحقق كما يجب.
ما لا يريد أحد الحديث عنه اليوم هو أن الوضع في الأردن بحاجة إلى فريق أزمة يعي تماماً أن الجو العام في المنطقة مشحون بشكل غير مسبوق، فريق يستطيع أن يفكر خارج صندوق جيب المواطن. ببساطة، نحن بحاجة إلى أشخاص أكثر من تكنوقراط ومستوردي نظريات اقتصادية نشأت ونجحت في محيط غير المحيط الملتهب الذي تعيشه أغلب دول منطقتنا.
إن ما يدور حولنا ليس مجرد «فبركات» إعلامية، بل هو أخطر وأعمق بكثير، والتغاضي عما يجري والسير في متاهة تدوير الأزمات ونقلها من حكومة إلى أخرى، لن يوصلنا إلى بر الأمان، و»ماهكذا تورد الإبل»، فالدول التي تصمد في وجه الضغوط الخارجية هي الدول التي تدرك كيف تحل أزماتها الداخلية، بالشكل الذي يعطيها مرونة وقوة في التعامل مع المحيط الذي تعيش فيه.' الدستور'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012