أضف إلى المفضلة
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خالد المجالي يكتب : الفكاهة السياسية في الاردن

19-01-2020 06:05 AM
كل الاردن -

منذ سنوات كان يعرف الشعب الاردني ' بجديته ' وكشرته اذا ما تم مقارنته ببعض الشعوب العربية وخاصة الاشقاء في مصر الشقيقة ، فقد كان الشعب المصري السباق في استخدام ' الفكاهة السياسية ' لايصال النقد السياسي للنظام او للسياسات الحكومية ، ثم تبعهم الاخوة في سوريا ولبنان ، ثم الاردن من خلال بعض البرامج والمسرحيات الناقدة حتى دخل عالم ' الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي المجتمع الاردني كما غيره من المجتمعات فاصبح الوسيلة الاسرع والاقل كلفة وواسعة الانتشار لايصال الرسائل السياسية بطريقة فكاهية بعيدا عن المساءلة والملاحقة في كثير من الاحيان .

لن ادخل في تاريخ الفكاهة السياسية في الاردن ولعلي اكون اول من يستخدم هذا المصطلح ' الفكاهة السياسية ' ولكني سأتوقف اليوم عند اخر ما اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي من نقد بطريقة فكاهية بعد رد وزير المالية على مناقشات النواب لمشروع قانون الموازنة ، وبعض كلمات النواب التي القيت بهذه المناسبة ، فخلال اقل من ساعة كانت موجة النقد قد انتشرت وجعلت كل مواطن حتى من غير المهتمين بمشروع الموازنة يتابع ما جرى ويضيف لمعلوماته ' بعض المعلومات الاقتصادية والسياسية ' وربما كيف تدار الدولة وقدرة بعض المسؤوين فيها .

يرى البعض ان الفكاهة السياسية تعتبر من اهم اسباب ضعف المطالبة الشعبية بالاصلاح السياسي او الاقتصادي مثلا كونها تعمل على ' تنفيس 'اي احتقان شعبي وتحويل بعض القضايا الى مواضيع للتندر والفكاهة ، في حين ان الاصل اعتبارها قضايا وطنية يجب التوقف عندها وعدم تجاوزها والاصرار على معالجتها ، بنفس الوقت هناك من يعتبر الفكاهة السياسية وسيلة توعية قد تشكل خطرا على الحكومات وقد تتحول في لحظة ما الى غضب شعبي .

اعلم ان مقدمة مقالي اليوم طويلة قبل ان اتحدث عن رد وزير المالية على النواب وكم كنت اتمنى ان لا يصل الخطاب السياسي والمالي لهذا المستوى ليس من باب التقليل من اهمية اي خطوة باتجاه تخفيض الضرائب على المواطنين بل من اجل اعطاء الاولوية لقضايا اقتصادية سياسية تبحث عن حلول حقيقية منذ سنوات وليس التوجه الى فرعيات لا تؤثر على مستوى معيشة المواطن او تدعم التنمية الاقتصادية او حتى تخلق املا في ظل مشروع موازنة مكرر ينبىء بمزيد من المديونية .

عندما نكرر في كل مقال او حديث ان قضيتنا الاولى في الاردن ' سياسية ' وليست اقتصادية يحاول البعض عدم الاعتراف بذلك لانه ربما يتضارب ذلك مع مصالحه الخاصة ،كما اننا نفترض عدم اتخاذ أي خطوة داخلية ايضا قد تتماشى مع متطلبات خارجية تتنعارض مع مصالح الشعب ، او البحث عن مواضيع ليست ذات اهمية للشعب حتى يبقى بعيدا عن الحديث السياسي الذي يعتبر بوابة الاصلاح الحقيقي اقتصاديا واجتماعيا .

لن اناقش وزير المالية ولا رئيس الوزراء وكل طاقمه ، فالاصل ان يوجه الخطاب لأصحاب الشأن واتمنى ان تصل تلك الرسالة حتى وان كانت من خلال ' الفكاهة السياسية '.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-01-2020 11:11 PM

الاصلاح السياسي يؤدي الى الاصلاح الاقتصادي و الاجتماعي .
اجزم انه لو كان لدينا قانون انتخاب عصري بانتخابات نزيهة 100% كان زمان تم الاصلاح الاقتصادي وخلصنا من هيئات مستقلة و و و

2) تعليق بواسطة :
23-01-2020 04:13 PM

على مستوى الوطن العربي لم تعد القضية الفلسطينية هي التي توحد العرب ..على الاغلب معظم دولنا همها نفسها .
لابد من تشكيل حكومة انقاذ من المتقاعدين العسكريين لان في ذاك مصلحة الاردن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012