أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السلطة الفلسطينية.. انتظار الأسوأ ليس خيارًا

بقلم : عمر عليمات
03-02-2020 04:31 AM

بعد إعلان الرئيس الأمريكي خطته للسلام، رفضت السلطة الفلسطينية «الصفقة» بشكل قاطع ومبرر، لما تضمنته من إجحاف لا غبار عليه بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لا أحد ينكر أن السلطة وغيرها من الدول المعنية بالملف الفلسطيني لم تكن على دراية كاملة بتفاصيل الخطة وآليات تنفيذها، إلا أن الخطة لم تحمل في عناوينها الرئيسية اختلافاً كبيراً عما تم تسريبه في العامين الماضيين، فلا القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ولا عودة للاجئين، ولا دولة ذات سيادة بالمعنى الحقيقي.
الجميع كان يدرك أن أي خطة سلام تتبناها الإدارة الأمريكية الحالية، وتحظى بترحيب اليمين الإسرائيلي، لن تكون في مصلحة الفلسطينيين، وستعطي الإسرائيليين ما ليس لهم، فلماذا انتظار الإعلان الرسمي عن تفاصيل الخطة، لرفضها والبدء بمحاولة لملمة الواقع العربي المشتت لإيجاد نوع من الرفض الجماعي لها.
السلطة الفلسطينية ليست بهذا المستوى من الضعف، ولديها أوراق عديدة كان بإمكانها أن ترمي بها على الطاولة قبل الإعلان الرسمي للخطة، فإن لم يكن بمقدورها الوقوف أمام الإدارة الأمريكية المنتشية بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، فعلى الأقل كان من الممكن عرقلة النص على بعض القضايا المفصلية في الخطة، وتركها لمفاوضات لاحقة تحدد مستقبل القدس الشرقية واللاجئين على أقل تقدير.
الواقعية والاتزان مطلبان ضروريان، ولا أحد قد يفكر مجرد تفكير في أن يحمّل السطلة الفلسطينية مسؤولية الصفقة التي تضمنت قتلاً متعمداً للقوانين الدولية ومئات القرارات الأممية التي تدعم حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، فضلاً عن الانحياز الواضح لمصلحة دولة الاحتلال ضد شعب تم احتلال أرضه وتهجيره، إلا أن الواقع يقول بأن الجلوس في انتظار الأسوأ ليس خياراً مجدياً، بل هو انتحار مكتمل الأركان، في ظل ما تسرب من تفاصيل الخطة بالتزامن مع تشدد أمريكي في دعم نتنياهو، حتى وإن كان عبر إعدام مفهوم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
السلطة كانت تعي تماماً ما ستخرج به الصفقة، وتدرك المحيط الذي تعيش فيه اليوم، والوضع العربي المشتت، حيث دول غارقة في الفوضى والاحتجاجات، ودول تئن تحت وقع الظروف الاقتصادية القاسية، وأخرى لديها رؤى واستراتيجيات خاصة بها، فإن السلطة ومعها الفصائل الفلسطينية عليها الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة تصفية القضية الفلسطينية.
ما زال في الوقت متسع، والحرب الكلامية والتصريحات لن تعيد للفلسطينيين حقوقهم، وإسرائيل عازمة على البدء الفوري بتنفيذ ما تضمنته الخطة، لذا فلا بُد من القيام بخطوات كفيلة بأن تعيد الكرة إلى الملعب الإسرائيلي والأمريكي، ولعل أولى هذه الخطوات العودة إلى وضع الدولة المحتلة، لتحميل إسرائيل مسؤولية قانونية ودولية، شاءت أم أبت.الدستور


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012