بداية لعلي اذكر البعض ان قلة من بني البشر اكرمهم الله ' بالشهادة ' وكثر من ابتلاهم بامراض الدنيا من الغرور والجهل والفساد وقصر النظر واحيانا ارذل العمر الذي تعوذ منه رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم ، ولذلك من خلال مقدمة مقالي اعتقد لا حاجة للشهيد بأن يدافع عنه اي انسان مهما كانت منزلته وقدرته فمن اكرمه الخالق سبحانه وتعالى لا يتنظر اطراء الخلق .

ما دفعني للكتابة اليوم عن الشهيد وصفي التل ما شاهدته من ردود فعل على ما تحدث به معالي نذير رشيد وزير الداخلية ومدير المخابرات الاسبق ، وكما فهمت وسمعت من مقتطفات المقابلة وجدت فيها شهادة تنصف الشهيد في معظمها وتشكك به بجزئية قد اجدها انا وغيري شهادة اضافية بحق الشهيد تؤكد انه كان صاحب ولاية وبرنامج ويملك من بعد النظر ما عجز عنه كثير ممن كانوا يجلسون على الكراسي ويدعون انهم مسؤولون واصحاب ولاية وقرار ' ولكن من حقي وحق غيري ان نتساءل اليوم عن جدوى اثارة موضوع بطريقة قد تفهم بانها اساءة للشهيد وتاريخه في ظل افتقار الوطن لامثال الشهيد منذ استشهاده حتى اليوم ؟.

وهنا اجد امامي سؤالا ساطرحه على من ينتقدون الشهيد او حتى يحاولون ذلك بطريقة مباشرة او غير مباشرة بعد ما يقارب نصف قرن على استشهاده، ماذا فعلتم انتم وانتم تدعون انكم كنتم تدركون ما لم يدركه الشهيد ؟ وهل اصبح اليوم الوطن افضل مما كان عليه في زمن الشهيد الذي كان يؤسس لدولة تكتفي ذاتيا فقد كان الاردن يصدر القمح الى مصر وايران وكلنا يذكر بناء الجامعات والمستشفيات وفتح الطرق ودعم الزراعة وتعميق الانتماء العربي والاسلامي وتوجيه البندقية نحو العدو الصهيوني واطلاق الحريات واحراق الملفات ؟

هل استطعتم ان تملكوا شبه ولاية عامة كما امتلكها الشهيد بشهادة المحب والحاسد والحاقد؟ ،؟ ام انكم كنتم موظفين منفذين حتى وان كان بعض مما تنفذون قد يكون ربما ليس في مصلحة الشعب والوطن وذلك طمعا بكرسي او مكسب ،وحملتم الوطن مديونية فاقت كل التوقعات مع غلاء وبطالة وفقر .

قبل اشهر اطل علينا شخص حاقد من خلف البحار يتطاول على الشهداء هزاع ووصفي وغيرهم من الاردنيين الشرفاء ، وهذا ليس غريبا على حاقد ومأجور وجميعنا يعلم رخصه ، ولكن هل يقبل ان يصدر اي حديث من اردني قد يكون فيه بعض التشكيك بالشهيد او الانتقاص من مكانته؟ .

لن اطيل فربما نسمع بعد ايام عن من يبحث عن مكان من خلال التشكيك برجالات الوطن مثل المشير حابس المجالي رحمه الله (وان كان ذلك الباحث لا يعلم كيف كانت تدار الامور العسكرية ) وهو الحاكم العسكري في الوقت الذي كانت فيه كثير من الاسماء التي صالت وجالت لاحقا تبحث لها عن ملجأ او مقعد على طائرة .

وعليه سانهي مقالي بجملة واحدة ' اين انتم من الشهيد وصفي التل فما زال مقعده شاغرا حتى اليوم ?