أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


البترا في مرمى أعين اليهود...

بقلم : عمر محارمة
17-02-2020 07:22 AM

رغم عدم ورود إسم البترا في «التوراة» بشكل صريح الا ان تفاسير علماء اللاهوت تحدد البترا بإعتبارها المدينة الحصينة في الجبال كمدينة اللجوء في آخر الزمان وقبل قيام الساعة.

و بعض علماء اللاهوت يعبرون أن الرب جهز أرض الأيدوميين ( جنوبي الأردن ) لتكون ملجأ بني اسرائيل منذ البداية وبحسب تفسير الأب الكاهن ديفد ويبر (David Webber) والذي ينافي الحقائق التاريخية والأثرية فان البترا هي المدينة التي بناها وسكنها عيسو ابن اسحق وتوأم النبي يعقوب « اسرائيل « معتمدا على تفسير سفر التكوين ( 36: 1) والمؤرخين امثال المؤرخ اليهودي جوزيفوس فلافيوس من القرن الأول الميلادي.

ويعتمد المفسرون اليهود على أحداث تاريخية وأدلة ظرفية في النصوص الدينية وان النبوءات تذهب الى أرض الأردن دون غيرها هي موقع المعاناة الأخيرة حيث سيهرب اليهود من القدس مشيا على الأقدام نحو الجبال الى غرب البحر الميت باتجاه الجنوب حيث البترا.
وقد ذكر المؤرخ اليهودي هومر دانكان في كتابه ( اسرائيل ماض وحاضر ومستقبل) بأن البترا هي ملجأء ومخبأ اليهود فيهربوا من أرض اليهودية ويلجأون الى الجبال حتى ياتي موعد معركة هرم جدون ويعود المسيح ليخرجوا للحرب.

ويؤكد سفر لوقا ( 21: 20-24 ) قصة تدمير القدس في آخر الزمان وسبي اليهود على يد الأعداء « الأمم من غير اليهود بينما سينجو ثلثهم فقط ويهربون الى مكان نجاتهم في البرية والتي يرجحها الكثيرون على انها مدينة البترا.

بعض علماء اللاهوت والباحثين يسوقون ثلاث اشارات وعلامات ترجح ان البترا هي ملجأ اليهود الأخير، وأول هذه الأشارات تعود الى سفر ( دانيال 11 : 14 ) حيث يرجح أن الأردن سيكون مستثنى من سيطرة وحكم المسيح الدجال عندما يحين اليوم العظيم، أما الأشارة الثانية فهي في سفر ( رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 14 ) حيث يذكر بأن المرأة التي تمثل البقية الباقية من اليهود سوف تطير بجناحي النسر العظيم الى البرية حين اليوم العظيم، ويؤكدون بأنها مدينة البترا الحصينة بين الجبال في البرية،والأشارة الثالثة فتأتي من سفر (أشعياء 63: 1 )، حيث يظهر الرب من مدينة Bozrah عاصمة الأيوميين والثابت انها آثار بلدة بصيرة في الطفيلة وهي بجوار البترا.

ويعتقد المؤيدون لهذه التفاسير أن البترا حصينة جدا بجبالها حتى على أدوات الحرب الحديثة من قنابل وطائرات، ويقول تشاك ميسلر في كتابه « المحرقة النازية القادمة والهروب الى أيدوم» ان «ربة عمون» عمان هي من المواقع القليلة التي لن يدخلها المسيح الدجال ويؤكد ان دور عظيم ستلعبه أرض ايدوم وموآب وعمون ( الأردن حاليا ) لأنها تحوي البترا الملجأ الحصين لليهود في آخر الزمان.

هذه القراءة لأطماع اليهود في الأردن عموما ومنطقة البترا خصوصا تستوجب أن تكون الوقفة حازمة ورادعة ضد أي تشريع أو إجراء يفتح الباب أمام «الإسرائيليين» على الساحة الأردنية.

مجلس النواب برمته مطالب بموقف وطني بخصوص هذا القانون، وحماية البترا من تسلل اليهود إليها، عبر رفض تملك الأجنبي أيا كانت جنسيته للأراضي في البترا.

القانون خطير بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وكل حجج جذب الإستثمار وتسهيل إقامة المشاريع لا تبرر خلق منفذ يتسرب الإسرائيليون منه الى البترا، خصوصا ونحن نراقب باشمئزاز كيف يسوقون البترا في برامجهم السياحية على أنها جزء من دولة إسرائيل، وعلينا في مثل هذا الموضوع أن نكون «مفرطين» في الحساسية وفي إفتراض «المؤامرة» فمثل تلك المخططات «لعبة الصهيونية الصغيرة».

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012