أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الانتخابات البرلمانية الإيرانية والعودة إلى اليمين المتطرف

بقلم : عوض الصقر
23-02-2020 02:45 AM

يؤكد المحللون السياسيون ان مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في غارة أمريكية موجهة بداية شهر كانو الثاني/ الماضي قلل من حظوظ الإصلاحيين وفرصهم في الانتخابات البرلمانية الإيرانية التي جرت الجمعة الماضية.
ويعتقد هؤلاء المحللون أن الاصلاحيين الذين ينتمي إليهم الرئيس الايراني حسن روحاني سيعانون من ضربة موجعة في هذه الانتخابات حيث يسود المجتمع الايراني توجه نحو اليمين المتشدد وهم يرون أن رد فعل الحكومة الايرانية على مقتل سليماني لم يكن بمستوى الحدث كما أنهم يرون أن ايران تضررت كثيرا من تبعات الاتفاق النووي مع الغرب خاصة بعد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنه وإعادة فرض العقوبات على ايران.
الملفت للنظر أن الانتخابات البرلمانية الإيرانية جرت وسط أزمات اقتصادية واجتماعية ومالية متفاقمة تواجهها البلاد نتيجة للعقوبات الدولية.
والمؤكد هنا أن هزيمة الإصلاحيين في هذه الانتخابات ستكون لصالح المحافظين والملالي المتشددين الذين يتطلعون للعودة السياسية الى مسرح الأحداث وهم الذين يؤيدون مقولة تصدير الثورة التي طرحها الخميني في العام 1979 بعد القضاء على نظام الشاه، وهم أنفسهم الذين يرفضون الاتفاق النووي مع القوى الدولية الذي يهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه منذ إندلاع ثورة الخميني فرَضَ كل رئيس أمريكي عقوباتٍ جديدةً على إيران، وحينها لم يكن لطهران حلفاء أقوياء بل كان يتاخمها أعداء أقوياء، أما أميركا فد كانت بدأت حربها على إيران في العام 1953 عندما أسقطت إستخباراتها، في عملية أمنية نظمتها، حكومة محمد مصدق المنتخَبة ديموقراطياً، لإبقاء النفط تحت سيطرة الولايات المتحدة وبريطانيا، وفي العام 1979 نصبت الإدارة الامريكية فخاً لاستدراج السوفييت إلى أفغانستان من خلال دعْمها للمجاهدين الذين ولدوا من رحمهم تنظيم القاعدة.
والسؤال المنطقي الذي يطرحه المحللون السياسيون هو هل سيغير نظام الملالي سياستهم وتدخلاتهم السافرة في شؤون الدول العربية في المنطقة بعد أن قالها قاسم سليماني ذات مرة متبجحا بأنه يسيطر على أربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وكان يتطلع الى المزيد من العواصم العربية تسقط تحت سيطرته، ونحن نقول ظهروا على حقيقتهم واتضحت أطماعهم الصفوية ضد العنصر العربي...
كلمة أخيرها أقول لمن يتطوع بالدفاع عن الصفويين وتبني مواقفهم البغيضة ويسعون جاهدين لتبرير أفعالهم الخبيثة: أنظروا الى الدول العربية التي يسيطرون على مفاصلها.. ماذا حل بها غير الدمار والخراب والفتن العمياء، فهم يتقنون عقيدة التقيا والتلون تماما مثل الحرباء التي تغير لونها حسب مقتضيات مصلحتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012