أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردن يصوغ تجربة ملهمة في إدارة الأزمة

بقلم : محمد يونس العبادي
19-03-2020 05:06 AM

قدمت الدولة الأردنية نموذجها، وأعربت عن ذاتها في ملف إدارة الأزمة بمواجهة فيروس كورونا، وبحرفية أفصحت عن العبقرية الأردنية ومدادها العميق وهو الجيش العربي.
ويبدو أن كثيراً من مظاهر الحياة والتعاطي مع ملفات مختلفة سيكون مختلفاً بين 'كورونا' وما سبقه وما سيليه.
فالأردن اليوم، أثبت للعالم أنّ ما سخره في بناء الانسان عبر عقودٍ مضت يبرز جلياً اليوم، فالانسان هو العنوان الذي كرس الأردنيون عرقهم وكدهم لأجله، وكانت الدولة تحث الخطى على تسخير الامكانيات لبنائه منذ عهدٍ باكرٍ.
واليوم، وأمام هذه الأزمة يجب أن تبرز درجة الوعي بشكل يوازي الإجراءات المتخذة من قبل الدولة التي سخرت الامكانيات كافة لأجل صحة الانسان الأردني.
وأمام الاجراءات المتخذة، فإن المُطالب اليوم بالاستجابة المواطن، فما يبذل من جهود يتطلب مسؤولية عالية والتزاماً ونبذ أي سلوك ممكن أنّ يهدد سلامة الأردنيين.
والمطلوب الآن أيضاً، أنّ يهب أصحاب رؤوس المال والشركات لدعم هذه الجهود، ودعم الدولة التي تقوم بواجبها، منطلقين من القيم الأردنية ووفاء للبلد الذي هم من أبنائه.
فالدولة لن تستجدي، وتثق بمقدرتها وإمكانياتها، فهي دولة الناس كافة، وتعمل لأجلهم، ولكن المطلوب أن يقوم المقتدرون بواجبهم تجاه الوطن، وهذ المبادرات ستكون محل تقدير كل الأردنيين.
والدروس المستفادة من هذه التجربة والأزمة ستكون كبيرة، خاصة دروس الوطنية التي مثلتها التجربة على صعيد الاجراءات وعلى صعيد الوعي المجتمعي.
إنّ أزمة كورونا وإدارتها يسير على نحوٍ يبعث على الاعتزاز بنفس كل أردنيٍ منتمٍ لهذا الوطن، وهذه الدروس لطالما اعتدنا عليها عند كل خطب أو نازلة، فهي الدولة التي حملت المشروع الهاشمي الهادف لصون الانسان وبنائه.
سيمضي الأردن بإذن الله بنجاح بالسيطرة على هذه الآفة، وسينجح الأردنيون في صياغة تجربة ملهمة كعادتهم في تجاوز كل محنة، ولكن تعظيم الدروس والمنجزات هو الأهم.
فما نشهد اليوم هو إحدى أدوارنا الأردنية الممتدة في صون الانسان، هذا الشعار الذي حمله ملوك بني هاشم على الدوام، وكان دوماً قيمةً نشعر بها، ويشعر بها كل أردني.
فقد كشفت هذه الأزمة حجم ما نملكه من خير تجاه وطننا، وحجم قدراتنا ومقدرتنا على البذل لأجل الوطن، جهود بذلت في التعليم عن بعد، وأخرى في إدارة ملف 5000 أردني قدموا خلال يومين وتسكينهم بفنادق عمان والبحر الميت.. وجهود ما زالت تبذل من قبل الجيش العربي وسعيهم لإبعاد الخطر عنا جميعاً.
كما أنّ جلالة الملك ترأس اجتماعات عدة ووقف على تفاصيل ادارة الأزمة لضمان سلامة الأردنيين، وأمام ملامح الاعتزاز هذه المطلوب الآن .. الالتزام والقيام بالواجب، فحتى من يجلس في بيته امتثالاً للقرارات الرسمية يخدم وطنه.
حمى الله وطننا الهاشمي عزيزاً.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012