أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


شدة وتزول ..

بقلم : محمد يونس العبادي
26-03-2020 06:36 PM

حين تشتد الأرض يخرج من بين حبات التراب أقساها من اللحى وأشدها جذوراً، وهذه الأزمة التي نمر بها اليوم في تحدي الحفاظ على صحة الأردنيين هي على شدتها، إلّا أنها ستزول بإذن الله، بعزيمة القيادة الهاشمية الموصولة.

هذه الأزمة أعربت عن وطن بأقصى ما يحمل من بذور الخير والانسانية وشرحت انسانية القيادة الأردنية ومشروعها العربي الموصول في صون الانسان وتقديم النموذج العربي على الحُكم الرشيد.

فالدولة الأردنية اليوم، أعادت تعريف الانسان، كما في كل مرة تمّر بها الأمة أو عمرانها البشري بتحولات سياسية أو اجتماعية أو حتى صحية كما نشاهد اليوم.

فجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، منذ أنّ بدأ هذا الوباء يحاصر العالم ومجتعماته وجه بضرورة صون صحة الأردنيين والمقيمين على أرض المملكة، وما نزول الجيش إلى الشارع اليوم وسلسلة القرارات المتخذة إلا حالة أردنية شرحة النموذج الأردني، الذي كان على الدوامم متقدماً.

وما نعيشه اليوم على قدر نازلته الكبيرة التي حلّت بمجتمعات في دول كثيرة بالعالم سواء في أوروبا أو الصين أو غيرها من البلدان إلا لحظة حاسمة تشرح الدول التي آمنت بالانسان وتبرز جهدها، وتفرز الدول التي وضعت في أدنى أولوياتها.

والأردن، واحدة من دول لم تسعى يوماً إلا لعقيدة تؤمن بمحورية دوره، وحتمية أنّ يكون هو القيمة على سواها من العقائد التي حاولت وضع الأداة قبل الانسان والمال قبل صحته والسوق كأولوية على الدولة، إلا في حالة الأردن فعلى مدى عقودٍ من عمر الدولة كان يسخر كل الأشياء لأجل بناء الانسان، لا لأجل تسخيره لها.

وهذه المفارقة هي مفهوم يمكن تتبعه أينما قرأنا في تاريخ الأردن، وما مرّ عليه من مفترقات طرق وخطابات طارئة، إذ بقي هذا الوطن مستمسك بخطابه وشرعيته ومشروعيته إدراكاً من ملوك بني هاشم لأهمية تكريس نموذج عربي يكون ملهماً على الدوام ليس للجوار العربي وحسب، بل للعالم كله.

واليوم، إذ تأتي هذه الجائحة ونماذجها، يتقدم الأردن بإجراءات وخطاب وعبقرية طالت كل ما يصون الانسان وصحته.

ونظرة تقييم للقطاعات تظهر مدى الجهد، خلال أسبوع دشنت منصة للتعليم عن بعد ومحطتان تلفزيوتيان كذلك، وفي غضون أيام كانت الدورة الاقتصادية للمواطن تسير بشكل طبيعي إثر تسلمه راتبه، وخلالها زود بالمؤن اللازمة، وسبقها إجراءات حجر أذهلت العالم بتسخير فنادق الخمس والأربع نجوم لغايات صحية.

انتشار منظم للجيش العربي في الشوارع والطرقات وخلية لإدارة الأزمة ومتابعة يومية من قبل الملك على الاجراءات كافة وتقييمها.

إنّ ما نمر به اليوم من لحظات يشرح ماهية الدولة الأردنية الهاشمية التي لطالما آمنا بها، وبعمقها وبمؤسسيتها التي تستطيع استيعاب أيّ تغيير وتبقى هي الثابت لاستنادها لإرثٍ يحمل مفردات المشروعية الموصولة.

نعم هي شدة وستزول ولكنها أيضاً، تحكي للأجيال الحاضرة وتشرح لهم أن ما يقرأوه من دروس التاريخ الأردني العظيم وبطولاته كان وراءها عزيمة وحكمة ملوك بني هاشم.

حمى الله الوطن عزيزاً، وشدة وستزول بإذن الله.. والتزام بيوتنا اليوم هو تعبير عن وطنية ووفاء للوطن وقيادته.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-03-2020 10:58 PM

حقاً أخي العزيز، أستاذ محمد يونس العبادي، إنها شدة وباذن الله تزول طال الزمن أم قصر. نعم ستزول ما دمنا نتقي الله في أنفسنا وفي غيرنا وما دمنا ملتزمين أوامره ونواهيه، ونحكم عقولنا في كل تصرفاتنا. نعم هي ستزول حتما بحكمة قيادتنا الهاشمية المظفرة وسداد قراراتها وحلولها في مواجهة الأزمة الراهنة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012