11-04-2020 11:05 PM
كل الاردن -
اليوم وبعد مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على تعطيل معظم مناحي الحياة في الدولة وفرض حظر التجوال الكلي والجزئي وما نتج عنه من صعوبات اقتصادية واجتماعية ، والاهم هو تراجع عدد الحالات المصابة بالوباء الذي يجتاح العالم حتى اصبح والحمد لله تحت السيطرة فقد أن الآوان لاعادة النظر بالقرارات التي صاحبت قانون الدفاع المعمول به منذ ثلاثة اسابيع .
بالامس اعلن وزير الصحة ان لا اصابات جديدة وهذا لا يعني عدم ظهور اي اصابة مستقبلا لكن بالضرورة اعتبار ذلك نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة تنطلق معها رحلة العودة للحياة في الدولة الاردنية وعلى مختلف القطاعات باستثناء القطاعات التي تشمل تجمعات كبيرة مثل المدارس والجامعات ودور العبادة والمطاعم الكبيرة ،وايضا اعادة النظر بساعات فك الحظر لتصبح 12 ساعة يوميا من السابعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء حتى تتمكن القطاعات من العمل والحركة بشكل مناسب .
الاضرار الكبيرة التي لحقت في معظم القطاعات خاصة السياحية والعمالة اليومية والمهنية بالاضافة الى تعطل عجلة كثير من الصناعات والخدمات لا يمكن استمرارها في ظل عدم وجود امكانيات مالية كبيرة لدى الحكومة لتعويض تلك الاضرار ، مما يفرض على الدولة الاسراع في اتخاذ القرارات التي تسمح بعودة الحياة تدريجيا الى طبيعتها تلافيا لتضخم الاضرار الاقتصادية التي تتطلب سنوات طويلة لمعالجتها .
من خلال نظرة سريعة نجد ان هناك قطاعات لم تتوقف اصلا مثل قطاع الصحة والزراعة والبلديات والاتصالات والمياه والكهرباء والموانيء والنقل الخاص بالشحن والبضائع ...طبعا والقوات المسلحة والاجهزة الامنية والجمارك وكثير من الخدمات الأخرى بمعنى ان التعطل الان يشمل في معظمه موظفي الدولة والقطاع السياحي والتعليم والشعائر الدينية في المساجد ، وعليه لا أرى اي مبرر لاستمرار الحظر بهذه الطريقة وتعطيل الحياة العامة عدة ايام اضافية .
اليوم نحن امام حقيقة ان المواطن هو الاساس في عملية الوقاية وان عودة الحياة لطبيعتها مع فرض القيود من حيث الاعداد وطريقة العمل والمزيد من التوعية ستكون كافية للتصدي لاي مخاطر وبنفس الوقت يتم التخفيف من الاضرار النفسية والمالية والاجتماعية وليس مناسبا المزيد من التشدد والحظر كعلاج .
اخيرا لنتذكر جميعا ان هناك اكثر من نصف مليون عامل ومهني يضاف لهم نفس الرقم من العمالة الوافدة تعاني منذ ثلاثة اسابيع واكثر ..ولندرك ان ليس كل ابناء الوطن لديهم مدخرات وقدرة على تحمل المزيد من الوقت لكسب عيشهم في وقت تخلى عنهم اصحاب ملايين ومليارات ممن جمعوا ثرواتهم من خيرات هذا الوطن سنوات طويلة .