31-05-2020 09:50 PM
كل الاردن -
كما كان متوقعا فقد قامت الحكومة برفع اسعار المحروقات اليوم بنسب لا تتوافق مطلقا مع اسعار مشتقات النفط عالميا ، دون ادنى مراعاة لظروف الشعب الاقتصادية اولا ، ومتطلبات التنمية الاقتصادية ثانيا ، ولا اجد مبررا لهذا الرفع الا الجباية مما تبقى في جيب المواطن اذا تبقى اصلا فيه بعد الانقطاع الكبير عن العمل بموجب قرارات الدفاع بحجة 'الكورونا '.
قبل ان يصدر قرار رفع المحروقات اليوم اصدر رئيس الوزراء بلاغا منح بموجبه اصحاب العمل امكانية تخفيض رواتب الموظفين بنسب تصل الى 60% والاستغناء عن العمل ـ وبحجة مساعدة اصحاب العمل ، وطبيعي جدا ان يكون اثر هذا القرار مزيدا من البطالة وتراجع الدخل ومزيدا من الانكماش الاقتصادي وفي النهاية المزيد من دخل الحكومة من الضرائب بكل اشكالها ،وكأن الحكومة لا علاقة لها بأي مبدأ اقتصادي .
ما يحدث ليس مفاجئا لي فقد حذرت من هذه الحكومة منذ تشكيلها واعلانها ، وحذرت كثيرا من قراراتها خاصة بعد ظهور ما يسمى جائحة الكورونا ، ولكني حتى اللحظة اشعر ان القادم اعظم لانه قد لا يتوقف عند ضائقة اقتصادية فربما يتعدى الى امر سياسي قد يكون خطيرا، فهل ما يحدث من تضييق على الشعب هو من اجل ان يقبل بما قد يؤثر على مستقبل هويته ووطنه ' لا سمح الله '.
عشر سنوات ونحن نحذر من هذا اليوم وما سيأتي في قادم الايام ودفعنا ثمنا غاليا بسبب تحذيراتنا حتى وصل الامر لاتهام بعضنا بالعمالة والخيانة من قبل متنفعين لا هم لهم الا مواقعهم ومكاسبهم الشخصية ، واليوم لن نقول ما زال هناك متسع من الوقت خاصة بعد التهديد الصهيوني بل سنقول لم يبق لدينا وقت فقد بات المشهد واضحا وما هي الا اسابيع حتى يبدأ تنفيذ الاحتلال الخطوة الاخيرة في ضم 30% من الضفة مع غور الاردن' الغربي'.
وحتى ابرئ ذمتي كما افعل دائما فلا بد من ان اكرر مطالبتي بحكومة انقاذ وطني من رجالات ثقات ، يملكون ولاية عامة قادرين على تعديل القوانين والتشريعات ويعيدون بناء الثقة الوطنية بين الدولة والشعب حتى يمكن لنا التصدي للاخطار القادمة ، غير ذلك فاننا نضحك على انفسنا ، ولا يمكن الا ان اصف موقفنا الشعبي الا بالشريك في صمتنا وجلوسنا ننتظر ما قد يفرض علينا وكأن الامر لا يعنينا مع ان الواجب يفرض علينا ان نعبر سلميا عن خوفنا على وطننا .