أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سرقة الزي الفلسطيني

بقلم : عبدالحميد الهمشري
10-06-2020 04:47 AM

مثلما لم يتورع اليهود بتنفيذ أجندات صهيو يورو أمريكية مرسومة في سبيل سرقة الأرض الفلسطينية وتفريغها من أهلها بالإرهاب والبطش والتنكيل وبث أكاذيب رعاها الإعلام الصهيو غربي، فقد أمعنوا إلى ترويج أراجيف خادعة يبرئون فيها أنفسهم عن جرائم ارتكبوها بحق الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء عزل بل وتضفي على وجودهم شرعية يصدقها من لا يعوا حقيقة ما جرى ويجري في ظل افتقاد العرب والمسلمين وأهل البلد فلسطين لبوصلة وسياسة إعلامية واضحة المعالم وتصيب كبد الحقيقة، تقود لدحض تلك الأراجيف والادعاءات اليهودية الزائفة ومحتضنيها في العالم الغربي.. والتي تمثلت في محاولة النيل من التراث الثقافي والتاريخي للشعب العربي الفلسطيني بالسرقة وتزوير الحقيقة بنسبها لليهود من ضمنها سرقة الزي الشعبي الفلسطيني التراثي، حتى لم تسلم الكوفية الفلسطينية والتي اعتمدت رمزاً وطنياً نضالياً فلسطينياً منذ ثلاثينيات القرن الماضي خلال الثورة التي قادها الشيخ عز الدين القسام لمقاومة القوات الإنجليزية والعصابات الصهيونية من السرقة،، كما شكّلت رمزاً نضالياً للهوية الفلسطينية منذ انطلاقة ثورة الفاتح من كانون الثاني من عام 1965 الفلسطينية.. حيث تعمدت شركة طيران الخطوط الجوية العبرية إلى إلزام مضيفاتها على ارتداء الثوب الفلسطيني المطرز بالقطبة الفلسطينية التي تعتبر من تراث الآباء والأجداد لدى الشعب الفلسطينيع لى اعتبار أنه يعود للتراث اليهودي القديم أثناء انتفاضة الأقصى الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني وإقامة عرض أزياء في مدينة تل الربيع (تل أبيب) الضاحية الشمالية لمدينة يافا الفلسطينية من قبل مصمم الأزياء اليهودي يارون مينكوفسكي خلال ما أطلق عليه تسمية «أسبوع تل أبيب للموضة»، فظهرت العارضات اليهوديات يرتدين فساتين مصنوعة من الكوفية الفلسطينية بلونيها الأسود والأبيض، والأحمر والأبيض.. لكن المرأة الفلسطينية التي قارعت المحتل إلى جانب نصفها الثاني الرجل وقدمت فلذات أكبادها في الصراع تعي معنى السطو على التراث المتمثل بالزي الفلسطيني، فرعته وحافظت عليه كونه يمثل هوية شعب يناضل لاسترداد حقوقه في الأرض والتراث، بمشاغل لهذا الغرض وبمعارض يجري إعدادها على مستوى العالم تضم أشغالاً يدوية للثوب الفلسطيني المطرز بالقطبة الفلسطينية المميزة على مستوى العالم أجمع الفلسطيني والثوب المعروف والمميز في تفاصيله وألوانه والذي يختلف من مدينة لأخرى .. فالصهاينة يخبثهم يقومون عالمكشوف بمحاولات يائسة لسرقة هذا التراث الفلسطيني من خلال كتاب عبري يحمل اسم «أشغال يدوية من الأرض المقدسة» نشروا فيه تصاميم فلسطنية على أنها تعود لليهود ليقولوا للعالم أنهم هنا منذ آلاف السنين وهذا ديدنهم الكذب ليصنعوا لهم تاريخ موجود فقط في مخيلاتهم فهم يزعمون أن الاهرام والحضارة الفرعونية ذاتها بناها اليهود في مصر.
فالزّي الفلسطيني هو المميز للهوية الثقافية الفلسطينية وشاهد حي على التاريخ الفلسطيني، من الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود والتي تعتبر رمزًا وطنيًا نضالياً للشعب الفلسطيني، للبشنيقة فالقمباز لبس الرجال، فالثوب الفلسطيني الخاص بالمرأة الفلسطينية حيث يتميز بأن لكل منطقة في فلسطين ثوبها وتطريزته وزركشته ولونه الخاص بها وهي كلها تمثل هوية شعب اغتصبت أرضه وحقوقه، وأمام محاولات العدو الغاصب المحتل سرقة هذا الزي شن الفسطينيون خاصة بعد العام 1993 حرباً شعواء لإعادة نسبة الثوب الفلسطيني إلى الفلسطينيين حيث سجل كتاب الموسوعة العالمية للشعوب ثوب مدينة بيت لحم التقليدي على أنه الثوب التقليدي لليهود فتوبع الموضوع فلسطينياً حتى جرت إزالته في عام 2007 من الموسوعة كزي يهودي تقليدي ومع ذلك لم يجر تصنيفه على أنه زي تراثي فلسطيني.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012