أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


نتنياهو سيفاوض على الـ30% المتبقية

بقلم : حازم عياد
15-06-2020 08:59 AM

لم أتوقف عن الضحك عندما قرأت التقارير الصحفية التي تتحدث عن لقاءات نتنياهو مع طاقم حكومته، ومع رؤساء المجالس الاستيطانية الذين خاطبهم قائلًا: 'علينا أن نستفيد من هذا الرئيس قبل ان ينهي حقبته الرئاسية'؛ ويقصد بذلك ترمب في اطار تعليقه على اعتراض قادة المستوطنات على خطة الرئيس الامريكي المسماة 'صفقة القرن'.

الأهم من ذلك، والأشد طرافة وسخافة في ذات الوقت قوله: '.. سنفاوض الفلسطينيين على الـ30% المتبقية للفلسطينيين؛ للحفاظ على حرية التنقل للمستوطنين عبر الطرق والمعابر'. أو بالأحرى سيفاوض الفلسطينيين على حقوقهم المتبقية في المرور وحرية الحركة، فالهيمنة والسيطرة الفعلية لقوات الاحتلال، وليست للفلسطينيين كما يعلم الجميع.

النقاش داخل الكيان لا يتوقف عند حدود مفاوضة الفلسطينيين على ما تبقى لهم من أراض وطرق يتنقلون فيها؛ إذ يشمل النقاش التوصيف العملي للواقع الناشئ عن عملية الضم؛ فنتنياهو وعد رؤساء مجالس الاستيطان بعدم اطلاق وصف دولة او كيان مستقل على ما تبقى للسلطة في رام الله الـ(30%) بقوله: الامريكان يسمونها دولة، ونحن لا نعتبرها كذلك لتهدئة خواطر زعماء الاستيطان.

المحزن والمخيف انه وقبل ايام اعلن رئيس وزراء السلطة في رام الله محمد اشتية ان السلطة قدمت مبادرة لدولة منزوعة السلاح للرد على مشاريع الضم، وهو بذلك يتفاعل ايجابا مع المبادرة الاوروبية التي تقودها ألمانيا لتعطيل عملية الضم بالتحذير من عقوبات اوروبية، مقرونة بإمكانية دراسة الاعتراف بدولة مستقلة من قبل عشر دول أوروبية على الاقل من ضمنها: فرنسا، ولوكسمبورغ، وبلجيكا، وإيرلندا، وإسبانيا.

التحركات الداخلية الجارية في الكيان الاسرائيلي التي يقودها نتنياهو تتعامل مع الضغوط الاوروبية بالانفتاح ذاته الذي يتعامل معه اشتية من خلال المفاوضة على حقوق الفلسطينيين في 30% وتوصيفها تبعت انتقادات مخطط الضم من جانب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الذي التقى قادة الكيان الاسرائيلي يوم الأربعاء الماضي ليعبر عن قلق بلاده من مخطط الضم، وقال إنه 'كصديق لإسرائيل، أنا قلق. فهو يتعارض مع القانون الدولي. وسنستمر بتأييد حل الدولتين'.

قلق 'ماس' يسير متوازيا مع ضغوط وقلق امريكي عبر عنه كوشنير، ونقلته القناة الـ 13؛ فكوشنير ومعه مبعوث الشرق الاوسط 'افي بيركوفيتش ' يرغب بإبطاء عملية الضم على امل ان تتم بالتوافق مع مفاوضات مع الدول العربية، وبكلف امنية متواضعة على الارجح، وهي الجزرة التي تم التلويح بها عبر السيد يوسف العتيبة سفير الامارات في امريكا بنشر مقالته التطبيعية في الصحافة الصهيونية، محذرًا من أن الاجراءات الأُحادية الجانب ستقضي على التطبيع. وهي مقالة جاءت بالتنسيق مع الادارة الامريكية التي شجعته على مخاطبة الجمهور الصهيوني في الكيان الاسرائيلي، فهل تنجح مساومة المستوطنين تلك؟

الجهود تتعاظم لتبدو عملية الضم كنتاج لموقف تفاوضي، وليس ضمًّا أحادي الجانب؛ فرغم تشدد الاتحاد الاوروبي الظاهري الذي يبديه، إلا أنه يبحث عن وسيلة لاستئناف المفاوضات، فصحيفة 'معاريف' نقلت عن مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اثناء اتصاله هاتفيا مع غانتس، قلقه من تنفيذ محتمل لمخطط الضم، مقابل التعبير عن استعداد الاتحاد الأوروبي للعمل من أجل استئناف المفاوضات بين 'إسرائيل' والفلسطينيين من أجل التوصل إلى 'سلام عادل ودائم'، فجل الجهود تهدف لإبطاء الاجراءات، وليس وقفها بالكامل.

الضغوط والمناورات في المقابل ما زالت متواصلة لإغراق الاردن في تفاصيل المشهد بإقناعه المشاركة في الحوارات والنقاشات الدائرة التي كان آخرها محاولة ترتيب لقاء بين الملك عبد الله الثاني ونتنياهو؛ الامر الذي رفضه الملك عبد الله الثاني، وكشف عنه مؤخرًا.

النقاشات والحديث المتواصل عن امكانية تطبيق عملية الضم تطور ليتحول الى نقاش من نوع جديد؛ ذلك أن دولًا عربية لم يُكْشَف عن هويتها ومسمياتها أبلغت السلطة الفلسطينية ان الضم سيتم بخطوات تدريجية؛ فهو الاجراء الاقل خطورة من ناحية أمنية في الاقليم.

معلومةٌ تكشف أن النقاشات والحوارات العربية مع الكيان واركانه ومع الادارة الامريكية والأوروبيين بات اكثر تركيزا على التخفيف من حدة رد الفعل الشعبية، وامتصاص الصدمة كمقدمة لمفاوضات جديدة على الـ 30 % المتبقية للسلطة، والتي انشغل نتنياهو بإقناع المستوطنين بأنها جزء من الكيان سيتم التفاوض عليه لاحقًا!
إنه فعلًا أمر مضحك وسخيف! والاسخف مشاركة بعض الدول الخليجية في هذا النقاش، في حين ان الاجدى ان تَشْغل نفسها بمعالجة ازماتها المركبة في الخليج العربي واليمن!! السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012