أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


التميمي والضغوط على الأردن

بقلم : عبدالله المجالي
17-06-2020 04:42 AM

في خبر جديد قالت وكالة 'اسوشيتد برس' الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس فرض عقوبات على الأردن لإجباره على تسليم الأردنية أحلام التميمي؛ بذريعة دورها في مقتل مواطنين أمريكيين اثنين بتفجير في الكيان الصهيوني وقع عام 2001.

ليست هذه المرة الأولى التي يسرب فيها الأمريكان هذا الخبر.

التميمي كانت معتقلة لدى الكيان الصهيوني بذات التهمة، وقد حكمت عليها محاكم سلطات الاحتلال بالسجن 16 مؤبدا، لكنه تم الإفراج عنها ضمن صفقة وفاء الأحرار 2011.

البعض يرى أن الضغوطات الأمريكية تأتي في سياق إجبار الأردن على التماشي مع 'صفقة القرن' التي طرحها ترامب، والبعض الآخر ذهب إلى أن تلك الضغوط تأتي لإجبار الأردن على الرضوخ لخطوة ضم الأغوار للكيان الصهيوني.
والمحصلة أن كل التحليلات تذهب إلى أن الخطوة الأمريكية تأتي لحسابات إسرائيلية، وليست أمريكية.

لكن الأمر لا يتوقف عند الحسابات الإسرائيلية؛ فهناك حسابات انتخابية أمريكية، حيث يسعى ترامب للفوز بفترة رئاسية ثانية، وهو مستعد لفعل كل شيء للحصول عليها.
وقضية التميمي ليست بعيدة عن تلك المساعي؛ فهناك يمين انجيلي بات حليفا لليمين الإسرائيلي الذي يمثله نتنياهو، وهذا الحلف أنتج نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، وأنتج 'صفقة القرن'، وأنتج اعترافًا أمريكيا بضم الكيان الصهيوني للجولان السوري المحتل، وقد ينتج ضوء أخضر لخطوة ضم مناطق في الضفة الغربية والأغوار للكيان الصهيوني.

المسألة تتعلق بالحسابات الانتخابية التي ستجري في شهر تشرين الثاني المقبل، أي بعد أقل من خمسة أشهر من الآن، ويستطيع الأردن تحمل تسريبات كهذه حتى تلك الفترة، وحتى لو فاز الرئيس الأهوج لفترة ثانية فإن أولوياته قد تتغير، ولن يكون تحت ضغط إعادة انتخابه مرة أخرى.

الأردن يمتلك علاقات واسعة في الولايات المتحدة، سواء في الكونغرس، وحتى مع بعض أركان الإدارة الأمريكية، وهو قادر على إقناع الجميع هناك بالضرر الكبير الذي سيلحقه به تسليم مواطنة أردنية لتلقى مصيرًا مأساويا في الولايات المتحدة، وأعتقد أن العقلاء هناك يتفهمون ذلك. السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012