26-06-2020 08:20 PM
كل الاردن -
مراكز الدراسات والواقع الاردني
---------------------------
كما جرت العادة يتفاجأ الشعب الاردني بنتائج مراكز دراسات خاصة فيما يتعلق بالحكومات والاداء العام لها ومدى رضى الشعب عنها، لدرجة ان الشعب يصاب بذهول عندما يسمع او يشاهد قي معظم الأحيان تلك النتائج ويعتقد كأن الدراسة تعني دولة اخرى وشعبا اخر.
الجميل ايضا في الامر ان هناك فقرة تخصص لقادة الرأي في الاردن وعادة ما تكون هذه الفقرة مختلفة عن رأي الناس وتكون النسب فيها مرتفعة فيما يخص الثقة بالرئيس والحكومة على اعتبار ان هذه الفئة واسعة الاطلاع والادراك وهي صاحبة الخبرة والتأثير ومع ذلك كله حتى اليوم لم تنجح حكومة باي اضافة سياسية او اقتصادية منذ سنوات ليست قليلة وعليه لا نعرف كيف تقاس لديهم الامور.
نتسأءل عن دور مثل هذه المراكز ومدى استقلاليتها ، وهنا طبعا اقصد تلك المراكز المرتبطة بالحكومات بشكل مباشر او غير مباشر.. وهل فعلا تعبر عن الشعب الاردني ام انها جزء من ادوات الحكومات العابرة ؟ وهنا أرى وجوب اعادة النظر بها .
تخيلوا عندما تحصل حكومة على نسبة ٧٠ بالمية مثلا في الاداء الاقتصادي والارقام تقول ان اعداد البطالة وجيوب الفقر والمديونية في تزايد مما بات يشكل خطرا على استقرار الوطن وبعد ذلك كله يأتي اعلام حكومي في محاولات بائسة لتجميل الواقع 'غير الجميل ' حتى لا اقول اكثر، لاقناع الشعب بتلك النتائج غير المقنعة.
في عالم الاتصال المفتوح ووسائل التواصل الاجتماعي لم يعد هناك حاجة لتلك المراكز الا اذا كانت تختص بمواضيع بحث علمي بعيدا عن السياسة والاقتصاد الحكومي والحريات واي امر يتعلق بالاداء الحكومي والتشريعي. عندها يمكن ان تكون الارقام اقرب للحقيقة والاستقلالية.
اليوم يستطيع أصحاب الشأن والقرارمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي وبناء الكثير من القرارات دون الرجوع لنتائج دراسات مشكوك بصحتها اولا ، وثانيا عليهم ان يبحثوا عن الارقام الحقيقية اقتصاديا واجتماعيا لبناء اي توقع وقرارمستقبلي.
وحتى لا نطيل اختصر الحديث واقول لا يمكن الحصول على اي دراسات حقيقية في ظل حكومات معينة وتشريعات قد لا تحقق الاستقلالية التامة.