أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


التطبيع.. السلاح الأكثر فتكاً بالفلسطينيين

بقلم : حازم عياد
28-06-2020 04:51 AM

الضم الجزئي خيار ناقشه نتنياهو مع اعضاء حكومته المصغرة، ومع المستوطنين، ومع حلفائه في الادارة الامريكية، وعلى رأسهم جاريد كوشنير، لتشمل ضم المستوطنات في غوش عتصيون ومعاليه ادوميم ومستوطنات الخليل، مقابل تأجيل ضم غور الاردن.

خطةٌ الهدف منها استرضاء الأوروبيين ودوائر صنع القرار في أمريكا من خلال إظهار القدرة على احتواء التداعيات الخطرة للضم، وردود الفعل الفلسطينية والعربية المعارضة.

خطةٌ روج لها من خلال استخدام سلاح فتاك، ألا وهو التطبيع؛ فهو سلاحه المفضل، والاكثر فتكًا بالفلسطينيين، إذ يلقى رواجًا في الدوائر الامريكية والغربية خصوصًا عندما يكون أطرافه من الخليج العربي للأسف!

خطةٌ بذل قادة الكيان جهدًا خارقًا في الترويج لها؛ إذ أجرى نتنياهو العديد من المناورات لتمرير مخططه بمحاولة التواصل مع الملك عبد الله الثاني الذي رفض تلقي حتى اتصال من نتنياهو؛ ما دفع نتنياهو إلى تكرار المحاولة، والاستعانة برئيس الموساد يوسي كوهين، وهي المحاولة التي فشلت وأُحْبِطت بعد تصريحات وزير الخارجية ايمن الصفدي يوم الاربعاء الماضي التي قال فيها إن الضم الكلي والجزئي مرفوض، ليحسم الجدل حول المناورة الإسرائيلية للترويج للضم التدريجي او الجزئي.

لتجاوز الفشل، وللحفاظ على زخم حملة العلاقات العامة، والمناورة الإعلامية لنتنياهو في الترويج للضم المتدرج، استخدم نتنياهو سلاحه الأكثر فتكًا بالفلسطينيين وحقوقهم؛ وهو التطبيع.

الحملة الدعائية للترويج لخطوة الضم بلغت ذروتها يوم امس السبت والجمعة بإعلان الكيان عن اتفاقات وشراكات مع ابو ظبي لمكافحة 'كورونا'؛ في محاولة لإقناع أوروبا وأمريكا، بل العالم أن الامور على ما يرام، وأن الضم لن يُوقف مسار التطبيع، ولن يهدد الاستقرار.

نتنياهو ماضٍّ في خطته للضم، غير مُبالٍّ بالفلسطينيين وحقوقهم، أو بالاستقرار الإقليمي؛ إذ ربط مصيره ومستقبله بهذه الخطة، مقدمًا مبررات جديدة يحاول من خلالها إقناع الغرب بإمكانية تحقيق هذه الغاية، وبدون كُلَف تذكر، متجاهلًا الحقائق المتشكلة على الارض، والتي ستقوض الاستقرار في الاقليم بأكمله، مستندًا الى التطبيع: السُّمِّ السياسيِّ الفتاك الذي يؤذي الفلسطينيين، ويصيب النخب العربية بالشلل والعطب للأسف!

ختامًا.. التطبيع أداة مسمومة سياسيًّا وإعلاميًّا يلجا إليها نتنياهو لتمرير مخططه لضم غور الاردن والضفة الغربية. سلاح فتاك يلجأ له باستمرار ما دام هناك ذخيرة ومخزون تطبيعي كافٍ، سم فتاك الأجدر أن تتنبه له الدول العربية قبل فوات الأوان؛ فهو يقتل الفلسطينيين على الحواجز، ويهدد وجودهم، ويحول حياتهم الى جحيم. سم قاتل سيجد طريقه عاجلًا أم آجلًا إلى كافة أرجاء العالم العربي.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012