أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إيران والأشهر الأشد قسوة

بقلم : حازم عياد
05-07-2020 12:22 AM

الانفجار في محطة 'مدحج زرغان' للكهرباء كان بالإمكان ان يمر مرور الكرام باعتباره حادثة عادية في ايران، الا انه جاء بعد سلسلة من الاحداث الغامضة والانفجارات العنيفة.

فالانفجار الذي وقع صباح اليوم السبت 4 تموز في محافظة الاهواز جاء بعد سلسة من الاحداث والانفجارات والهجمات التي استهدفت موانئ ومنشآت ايرانية نووية وعسكرية خلال الاسابيع القليلة الماضية؛ ابرزها حادثة ميناء بندر عباس، ومفاعل نطنز في محافظة اصفهان، وحادثة بارشين بالقرب من طهران، والهجمات في اقليم بلوشستان لانفصاليين.

انفجار 'مدحج' لم يكن حادثا معزولا ولم يكن الانفجار الوحيد الذي تنفي طهران ارتباطه بهجمات تخريبية او معادية، فقد سبقه نفي وزارة الدفاع من ان تكون الانفجارات في 'بارشين' جنوب شرق طهران بالقرب من وزارة الدفاع مرتبطة بمصنع للصواريخ البالستية، مؤكدة انها بسبب 'تسريب خزانات الغاز'.

رغم غموض هده الحوادث والنفي الايراني المتكرر لأن تكون نتاج هجمات معادية الا ان حادثة مفاعل نطنز التي دمرت منشأة مسؤولة عن تطوير اجهزة الطرد المركزي لم تقابل بالنفي من قبل السلطات الايرانية هذه المرة. حادثة لم تنفها هيئة الطاقة النووية الايرانية التي اكتفت بنفي وقوع تسرب نووي، واكدتها وزارة الدفاع التي توعدت بالرد على المعتدين، ملمحة الى دور واشنطن والكيان الاسرائيلي.

صحيفة 'يديعوت أحرونوت' من جهتها ألمحت الى تورط الكيان؛ اذ نشرت تحليلًا الجمعة 3 تموز/ يوليو قالت فيه إن الانفجار الذي وقع في المنشأة النووية الإيرانية نطنز فجر الخميس يشكّل تصعيداً في المعركة ضد إيران، وإن هذا الانفجار حمل رسائل إلى القيادة في طهران التي عمدت الى رفع منسوب التخصيب لليورانيوم ليقارب 5%.

المواجهة بين إيران والولايات المتحدة ومن ورائهما الكيان الاسرائيلي تصاعدت وتيرتها في النصف الاول من العام الحالي 2020؛ مرحلة توجت باستهداف الجنرال قاسم سليماني لتتسع دائرة المواجهة الى فضاءات جديدة؛ سيبرانية عطلت محطات المياه في الكيان الاسرائيلي، قابلها هجمات مشتركة امريكية اسرائيلية على الحواسيب في ميناء 'الشهيد رجائي' في بندر عباس بإيران في ايار الماضي.

المواجهة اتسعت رقعتها الجغرافية وتعددت اهدافها السياسية بتعدد الخصوم لطهران وواشنطن؛ اذ امتدت المواجهة نحو الكاريبي بإرسال طهران اكثر من اربع شحنات من مشتقات النفط الى فنزويلا متحدية العقوبات الامريكية، لتفتح الباب لمواجهة جديدة بعد ان اصدر قاضي المحكمة الجزئية جيمس بوسبرغ أمرًا بمصادرة أكثر من 1.1 مليون برميل من البنزين، محملة في 4 ناقلات إيرانية في طريقها إلى فنزويلا.

تنوعت وتعددت المواجهة وأدواتها القانونية والسيبرانية والعسكرية لتصبح مرشحة لمواجهة تتحول الى رقص على الحافة بعد اقرار قانون قيصر لمعاقبة النظام السوري، وهنا برز سؤال مهم: هل ستقود هذه المواجهات الى حرب شاملة ام ستقود الى اعادة التفاوض بين طهران وواشنطن حول الاتفاق النووي؟ وهل ستحظى هذه المواجهات بدعم الكونغرس الامريكي ومرشح الرئاسة المستقبلي جو بايدن، ام انها مرحلة عابرة ستواجهها ايران بمزيد من التصلب والجلد والصبر الى حين صدور نتائج الانتخابات الامريكية.

بات من المؤكد ان طهران ستتلقى المزيد من الضربات خلال الاشهر المقبلة، وان المواجهة معها ستتحول الى رأس أولويات نتنياهو ومن معه في حكومة الوحدة؛ فالتصعيد مع طهران تعويض ممكن عن التعثر في سياسية 'الضم' ولو مؤقتًا، كما انه خيار مناسب لإدارة ترمب التي ترغب في اقناع طهران بالتفاوض من جديد، وطمأنة الحلفاء في الخليج أن الإدارة الامريكية لم تتخل عنهم في الوقت ذاته؛ ما سيجعل الاشهر الخمسة المتبقية لإدارة ترمب الأشد قسوة على طهران.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012