18-07-2020 08:24 PM
كل الاردن -
طالعنا قبل ايام قرار قضائي باعتبار جماعة الاخوان المسلمين ' منحلة ' وان لم يكن القرار نهائيا فأن الرسالة تنبىء بتوجه لحل الجماعة واعتبارها غير موجودة بعد سبعة عقود من وجودها جمعية معترف بها ويتم التعامل معها رسميا وشعبيا ، طبعا المتابع لهذا الملف يدرك بأن هذه النتيجة حتمية وربما اعد لها من زمن .
الامر الآخر ان هناك من يضغط بأتجاه ' حل نقابة المعلمين ' ويتم الترويج لذلك في استغلال وجود اطراف داخل جسم المعلمين مما يعزز هذا الاتجاه متناسين انهم سيكونون اول الخاسرين لو تم حل النقابة مع انني شخصيا استبعد ذلك لان مثل هذا القرار لا يدل الا على فشل حكومي بالتعامل مع العمل النقابي والاصرار على العمل الامني دون ادنى اعتبار للتطورات الاجتماعية والوعي المجتمعي وضرورة العمل النقابي المهني في مختلف القطاعات وليس بالضرورة ان يكون حسب رغبة جهات متضررة من عمل نقابي متقدم حسب ما ظهر من نقابة المعلمين التي لم يتجاوز عمرها عدة سنوات .
اليوم اصبح جليا ان ادارة الملفات الداخلية اصبحت عاجزة وفاقدة للقدرة على التأثير والاقناع ولم يتبق امامها الا ' قرارات حل عرفية ' وهنا من حقنا كمواطنين ان نتساءل لمصلحة من يتم التأزيم ؟ وهل هناك من يدرك خطر اثارة الشارع او اجبار البعض للعودة للعمل السري ؟ ام ان هناك من يبحث عن مبرر لوجوده والادعاء بوجود اخطار من قبل مجموعات او افراد لتبرير المزيد من ملاحقات لتتمكن بعض الجهات من اقناع اصحاب الشأن باهمية عملها ووجودها دون ادنى اعتبار لما يعانيه الوطن والشعب بسبب تقليص دور مؤسسات المجتمع المدني وربما تشويه صورة البعض منها .
كثيرا ما كنا نرفع شعار ' الحل هو الحل ' ولكن لم يؤخذ بهذا الشعار اي قرار باتجاه الجهات التي رفع الشعب هذا الشعار من اجلها ومنها مثلا ' حل الهيئات المستقلة واحيانا مجلس النواب وحتى الحكومات ' ومع ذلك كله لم نشاهد الا مزيدا من التطنيش والفشل والمديونية والبحث المستمر عن قضايا جانبية لاشغال الرأي العام بها .
اعلم انني وغيري الكثير من ابناء الوطن نقدم النصيحة تلو النصيحة لاصحاب الشأن ، وبدلا من الاخذ بها او حتى احترامها نجد التعنت واعتبار مقدم النصيحة ' عدو احيانا او عميل واقلها معارض غير مرغوب به ' مع العلم ان ما نشاهده منذ سنوات هو فشل حكومي متلاحق مع كل تغير وجوه .. وعلى المواطن ان يدفع الثمن واخشى ان يأتي يوم ويدفع الوطن كله الثمن ' لا قدر الله '..
اختم مقالي اليوم بالتمني على صناع القرار ان لا يتسرعوا بقرارات الحل والبحث عن وسائل اخرى تعزز العمل الجمعي العام ' تحت الشمس ' وان يتم الابتعاد عن اي قرار عرفي فلم يعد ذلك الزمان الذي غادرنا منذ عام 1990 ونرجو ان لا يعود.. فالشعب اليوم يدرك تماما ان هذا وطن ..نعم وطن.