أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا يظن العرب أنهم مستهدفون ؟ ( 1 )

بقلم : م .سليمان عبيدات
22-07-2020 06:39 AM

تتعرض المنطقة العربية اليوم الى مخاطر وتهديدات هي محصّلة تضارب وتصادم مفاهيم الوطنية والقومية والدين.

وها هي العديد من الدول العربية تُعاني نتيجة ضعف بناء الدولة الوطنية، ممّا أضعف الولاء الوطني لدى مواطنيها وجعلهم يبحثون عن أطر آخرى بديلة لمفهوم المواطنة الواحدة المشتركة.

لقد قامت أوطان وحكومات لها خصوصياتها ويعيش فيها اعراق مُختلفة ينتمون إليها ويحملون جنسيتها.

كان ممكناً أن تعيش شعوب البلاد العربيّة اوضاعا افضل، لكن غياب الرؤية وعمق الأزمة في تراكم التجزئة مع استمرار خلل البناء الدّاخلي، حيث الفقر والبطالة ومحدوديّة فرص التطور وغياب العدالة وتغلغل الفساد وزيادة هجرة الكفاءات.

اضافة الى ان هناك الاخطر، وهو السعي الأجنبي للهيمنة على المنطقة العربية ومقدّراتها، وانعدام التوافق على مفهوم الأمّة والهويّة .
لا يمكن لهذه المنطقة، أن تختار السلامة والأمن عن طريق العزلة، فهناك حتمية الصراع الدولي والإقليمي على هذه المنطقة وموقعها وثرواتها، لكن يجب ان نزرع الأمل بأن ليس هناك حتمية لنتائج هذه الصراعات.
الأمر الذي يتوقّف على تغيير في الاختلال الحاصل في ميزان القوة العربي الذي يمكن تصويبه، وهو الآن يشهد اختلالاً كبيراً في كل الاتجاهات.

يجب ان نعترف بأنه حين يسقط المواطن والمواطنة يسقط الوطن بأسره، وحينما تندثر الهويّة العربية ستزول معها وحدة الأوطان والشعوب .

انها مرحلة حاسمة قد نظفر بها، ليس فقط في تاريخ العرب، بل أيضاً في جغرافية أوطانهم وفي هويّتهم ومستقبل أجيالهم.

نستطيع ان نبدأ بناء مجتمع موحد في هُويته الوطنية والعربية، مجتمع يرفض الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية، ويقوم على مفهوم المواطنة الواحدة التي لا تميّز وتراعي الخصوصيات في الوطن الواحد.

الم نستطع ان نستنتج لغاية الآن، ان العالم العربي اذا اجتمع تحت اي مسمى، فان لديه من القدرات الاقتصادية والقوة العسكرية والقوى البشرية والمساحات الشاسعة من الارض الخصبة الغنية بالخيرات، التي تتفوق بها على الدول التي تُهددها وتسيطر على اجزاء من ارضها وتكسب تأييد بعض ابنائها.

كل هذه تؤهلنا ان لا نبقى ضحايا لتلك الدول، لا بل نستطيع ان نكون الأقوى في المُعادلة، ونتعامل معها وفق مصالح تخدمنا وتخدمهم وليس على حساب مصالحنا. وتمكننا من استثمار الجوار الجغرافي افضل استثمار بما يخدم أمن المنطقة وتطورها وازدهارها، وربما يُجبر الإحتلال الاسرائيلي على الاقرار بحقوق شعب فلسطين الشقيق ونيل استقلاله.

وربما نتمكن من بناء تحالفات تقوينا ونتخلص من خطر اطماع الغير في بلادنا والتحكم في مقدراتنا، بحجة انه تربطنا بهم روابط الصداقة والمصالح المشتركة وانهم يُدافعون عن امننا ويحمون مصالحنا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012