أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ماذا يجري بالرمثا ولماذا ؟!

بقلم : د. عدنان سعد الزعبي
17-08-2020 05:07 AM

لا نختلف على اي اجراء يتخذ في سبيل حماية المواطنين ومواجهة عملية انتشار الفايروس , ولا نختلف ، ان على الموطنين جميعا ان يتقيدوا بشروط الصحة والسلامة العامة , بمزيد من الحرص والوقاية واتخاذ المزيد المزيد من التدابير التي تمكننا من تجاوز هذه الازمة والمحنة ، على اعتبار ان ارواح الناس غالية ولا يجوز التفريط بها بالاهمال وعدم الانتباه والتراخي الذي شهدناه مؤخرا ، والذي دفع بالناس الى التشكيك بمصداقية ما تقوله الحكومة حول تواجد هذا الفيروس وخطورته ، حتى عاد بشراسة ينتشر وبلا هواده ؟؟!!.

والسؤال الاهم والاكثر استغرابا لماذا حصل ذلك وكيف سمحنا لهذا الفايروس ان يتسلل لمواطنينا وقرانا ومدننا بعد ان فرحنا جميعا وتباهينا بانجازنا بمحاصرته وتجفيف مراتعه ومراكز تكاثره , فعدنا لحياتنا الطبيعية بعدما عانينا الامرين وتحملنا نحن المواطنون الوزر الاعظم واكثر مما عانت منه حكمومتنا التي قاسمناها المسؤولية في لقمة عيشنا و معاني حريتنا , وسلمناها امرنا بل تركنا لها تحديد سلوكنا ، ورضينا لانفسنا العزل والحصار ومستقبل ابنائنا ، وتحملنا الم مرضنا وجروحنا وتكاليف علاجنا , رغم الهول الفضفاض والدعاية الترويجية النظرية وغير العملية التي رافقت قرارات الدفاع الاول فالثاني حتى الحادي عشر . صفقنا للحكومة وتباهينا بانجازها ‘ وكتبنا عشرات المقالات والتصريحات التي تشيد بإجراءات الحكومة ، مع ما صاحبه من غزل لبعض الوزراء , دون ان نفكر ان كل هذا الدلال سيعود علينا بالاسوء بعد ان تنفسنا الصعداء . وتأملنا ان نكون مثالا يحتذى وتجربة مميزة نفتخر بها عالميا . !

السؤال الاكثر الحاحا اليوم وغدا : هو من يتحمل مسؤولية ما يجري ؟! ولماذا نعود الى المربع الصفر ، فاذا بلغنا درجة النجاح بمستوى مئة بالمئة وعلى مدار الايام والاسابيع بتسجيل ( صفر حالة اصابة ) وعشرات حالات الشفاء ، كان من المفروض ان نحافظ على ذلك بضبط حدودنا واتخاذ الاجراء الاشد لكل من يدخل عائدا كان او زائر ، خاصة وان محيطنا ملتهب بعدد الاصابات ، ومصاب بعدم القدرة على السيطرة , ولا يجوز ترك الحدود او اهمالها وعدم التشديد المطلق عليها باعتبارها بؤر خطرة يمكن ان تنقل الفايروس من جديد ، خاصة واننا سجلنا حالات وحالات وعزلنا المئات والالوف . فلماذا نترك واقع المراكز الحدودية في حالة اختلاط مابين العاملين فيه وبين اي قادم . اليس هذا من اولى اولويات عمل الحكومة وخاصة وزارتي الداخلية والصحة ؟!. فالعالم باسره يدرك بان المدن الحدودية هي اكثر المناطق عرضة للاصابة بحكم المخالطة ,فلماذا سمح بالمخالطة اصلا . ؟! ولماذا لم تضبط الحدود , خاصة وان العاملين في مراكز الحدود ،يقومون بواجبهم الوطني مثلهم مثل اي موظف او جندي في هذا الوطن .

فهل هو تراخي الحكومة او اهمالها , فنحن كمواطنين مراقبين ومتابعين , لا نقبل اي عذر للحكومة ولا نقبل منها وضع اللوم على المواطنين , فالناس اطمأنت على الواقع الاردني وراقبت عن كثب جفاف الفيروس وخلو الوطن في الداخل من هذا الفيروس ، فانتشروا بامان وتعايشوا مع الحياة بطبيعتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبحذر شديد.

ما يجري بالرمثا الان اجراء لا ننكره ، بل نطالب الاهل الصبر والتحمل والاستجابة لعل الله يساعدنا في حصر هذا الفيروس والانتهاء منه , حماية لانفسنا من شروره وانتشاره وبالتالي الوقوع في مخاطره , لكننا نسجل العتب الاكبر على الحكومة في وصولنا لهذه الحالة ، والزج بنا الى مثل هذا الوقع المؤلم . حمانا الله وحمى هذا الوطن من الشرور والغرور .



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012