أضف إلى المفضلة
السبت , 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
خفض أسعار البنزين 90 و95 بمقدار (5) فلسات/لتر ورفع سعر الديزل بمقدار (5) فلسات/لتر مجلس التعليم العالي يطالب بمنع التدخين ووقف بيعه داخل الجامعات تحديد تعرفة بند فرق أسعار الوقود لشهر كانون الأول بقيمة صفر القضاة: تطبيق خطة طوارئ سهلت التخليص في المنطقة الحرة الملك يغادر الوطن في زيارة خاصة تتبعها زيارة عمل إلى بلجيكا وأمريكا اب يقتل نجله العشريني بمنطقة العدسية الصبيحي يوضح أسباب ارتفاع عدد مشتركي الضمان خلال شهرين جدعون ليفي : الرؤية الوحيدة التي تؤمن بها إسرائيل هي العيش بحد السيف 52.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية "كابيتال انتليجنس" تثبت التصنيف الائتماني للأردن 3.8 مليار دينار التبادل التجاري بين الأردن ودول الخليج في 8 أشهر الأردن يسير 50 شاحنة مساعدات إنسانية جديدة لأهلنا في غزة المستحقون لقرض الإسكان العسكري لشهر كانون الأول - أسماء منذ 2016 .. طائرات حربية تشن غارات على حلب لبنان .. 35 خرقًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار في يومين
بحث
السبت , 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل بدأ التطبيع مع الفيروس؟

بقلم : د.صبري الربيحات
23-08-2020 02:37 AM

الفيروس الذي فتك بالشعب الايطالي والاسباني وأخاف الإنجليز والروس وكشف عجز وزيف الادعاءات الاميركية وقلة حيلة المراكز والمعاهد الطبية لا يقلق الكثير من الاردنيين الذين يخاطرون بحياتهم وحياة من حولهم. في كثير من الاوساط والمجتمعات المحلية لا تلمح أي مظهر من مظاهر الخوف من الوباء او الاجراءات الاحتياطية للحماية، الجاهات مستمرة والحفلات تجري في كل الاماكن والشباب والكبار يتجولون وكأن شيئا لم يكن. الكثير من السواقين لا يؤمنون بضرورة الحجر ولا يرغبون في الخضوع الى الفحوصات والبعض قد يتملص من ذلك إذا تمكن. في معظم المناسبات ما يزال البعض يصر على المصافحة والتبويس دون الالتفات الى العواقب المحتملة.

الشكل العام للوباء وسلوك الفيروس في الأردن اخذ يتغير بتغير العلاقات والعادات والانفكاك والتحلل الطوعي للكثير من الافراد من قواعد وطرق واساليب التباعد والوقاية التي حرصت الدولة على تنفيذها في البلاد منذ منتصف آذار.

في الأردن لا أحد قادر على التنبؤ فيما إذا سيعود الطلبة الى المدارس فعلا أم ستجري الانتخابات التي اعلن عن موعدها وفيما اذا بقيت الامور على ما كانت عليه خلال اشهر الربيع وبداية الصيف من هذا العام. في اوساط كثيرة تشعر وكأن البعض قد دخل في حالة تطبيع مع الفيروس فالناس لا ينكرون وجوده لكنهم لا يخافون مواجهته.

الايقاع الهادئ المطمئن الذي كان يميز اصوات المسؤولين والناطقين الحكوميين وهم يتحدثون عن الوباء ويتمنون السلامة لنا ولأحبائنا والبشرية لم يعد هادئا ومطمئنا كما كان، فقد بدأ القلق يتسرب الى نفوس القائمين على الملف والخوف يراود خيالهم من ان يفقد مجتمعنا وإنساننا حالة الامن الصحي التي طالما عمل الجميع على خلقها وادامتها وصيانتها لأكثر من أربعة أشهر.

فبخلاف الكثير من دول العالم والاقطار العربية الغنية تنبه الأردن لخطر الجائحة مبكرا وكان من بين اوائل دول العالم التي اجترحت نظام استجابة فعالة حقق الكثير من النجاح مما حافظ على سلامة الافراد وأكسب المواطن مستوى من الوعي واستطاعت البلاد امتصاص الصدمة الاولى بحرفية ونجاح.

الاستجابة الأردنية التي جاءت موازية لإعلانات منظمة الصحة العالمية وبياناتها كانت منذ اللحظة الاولى للاعلان عن ظهور الوباء في الصين ومتزامنة مع اكتشاف اعراض المرض وطرق انتقال وانتشار الوباء حيث ارسلت طائرة لإخلاء الطلبة والمواطنين من بؤر الاصابة واعتمدت سياسة وقائية تقوم على فرض التباعد وتقليل الحركة واستخدام وسائل الوقاية في كافة الاوساط والمجالات وبلا هوادة او تردد.

الاستنفار الاردني الكامل والتفعيل الفوري لعمل المجالس والتشريعات واللجان واستخدام القوات المسلحة في فرض حالة الطوارئ كانت عوامل مهمة في اشاعة الامن وتقليل مستوى الخوف وبناء علاقة جديدة بين الافراد والادارة المعنية بالحالة تقوم على التعاون والثقة والصدق والانضباط. الاجراءات الحازمة وتعاون الجمهور ساعدا البلاد على امتصاص الصدمة الاولى والتمكن من إبعاد الاردنيين عن وجه الجائحة والتعامل مع الحالات التي نقلها السياح او القادمون من بلدان عربية واوروبية بمهارة ومهنية واقتدار.

التقييم الأولي لإنجازات الأردن في التعامل مع الجائحة وحماية السكان للأشهر الممتدة من آذار وحتى حزيران اظهر نجاحا مبهرا في الابقاء على البلاد نظيفة نسبيا من الفيروس مع استمرار المخاوف والتهديدات من احتمالية انتقاله الى الداخل من خلال القادمين عبر الحدود البرية التي بقيت مفتوحة وتخضع لإجراءات وقائية تتفاوت صرامتها من يوم لآخر. الاستمرار في تبني اتجاهات تتسم بالاستخفاف والقبول والاستعداد للمواجهة تشكل سابقة خطيرة ينبغي أخذها على محمل الجد فالأردن ليس اقدر من ايطاليا ولا اسبانيا والنظام الطبي الاردني يعمل بموازنات متواضعة لا تحتمل مغامرات غير راشدة.(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012