أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل اقتربت لحظة الصاروخ الذي سيحرق حيفا؟!

بقلم : نواف الزرو
29-08-2020 06:29 AM

في الذكرى الرابعة عشرة للهزيمة الصهيونية عام 2006، نذكر بالحقيقة الكبيرة التي لا يرغب الطائفيون بالاعتراف بها: في الحسابات الاستراتيجية الاسرائيلية(وهي حسابات عسكرية امنية تتعلق ببقاء ومستقبل اسرائيل، لا تدخل فيها الامزجة والثقافات الطائفية الظلامية القاصرة)، فان حزب الله هو الاخطر بالنسبة لهم، باعتراف اقطاب المؤسسة الامنية والعسكرية وباعتراف عدد من زعمائهم وفي مقدمتهم الزعيم التاريخي بيريز، وكذلك باعتراف وزير حربهم الاسبق موشيه ارنز الذي طالب بالقضاء على حزب الله قبل مهاجمة ايران او سورية، والمؤسسة الامنية العسكرية السياسية الاسرائيلية تدخل في حساباتها الحربية ضد سورية او طهران على سبيل المثال، الوزن العسكري لحزب الله، وما يمكن ان تحدثه صواريخ حزب الله من دمار وخسائر في الارواح والمعنويات، لذلك تجمع جملة من الاعترافات والشهادات الصهيونية المتتابعة في الآونة الاخيرة على تفاقم حالة القلق والرعب مما يطلقون عليه”انكشاف الجبهة الداخلية للصواريخ”، التي اصبحوا يطلقون عليها “البطن الاسرائيلي الرخو”…!
ففي حربها على لبنان اعتمدت المؤسسة الحربية الاسرائيلية استراتيجية القصف الجوي التدميري المكثف، ما تسبّب في تدمير قرى لبنانية كاملة ومحوها عن وجه الارض، وتدمير أحياء كاملة في العاصمة بيروت، إضافة الى استهداف كافة عناوين البنية التحتية اللبنانية من طرق وجسور وشبكات مياه وكهرباء وغيرها، وكأنّ الجبروت الإسرائيلي اراد أن يقول للبنانيين وللشعوب العربية أيضاً: “هذا مصير مَن يحاول المس بإسرائيل… هذا هو الثمن …”، ولكن – عمليا على الارض لم تسر الرياح كما تشتهي المؤسسة الحربية الاسرائيلية، على الرغم من ان”اسرائيل “رمت بثقلها الحربي المعروف في هذه المعارك المتدحرجة، وانقلبت الامور رأسا على عقب، فكتب يونتان شم –اور يقول في معاريف يقول على سبيل المثال: يعرفون الآن ما الذي يفعلونه، يعرفون الآن كيف يهزموننا”.
واليوم، وبعد اربعة عشر عاماعلى حرب تموز/2006، لم تنجح”اسرائيل” بترميم ردعها العسكري والمعنوي في مواجهة حزب الله، بل على العكس، تكرس وتزايد القلق الاسرائيلي من قدرات حزب الله الصاروخية والقتالية، وتتابع العين الصهيونية تحركات حزب الله وخطابات نصرالله، وتخضعها للتحليلات والاستنتاجات، ففي خطاب كان القاه قال نصرالله:”لا ننكر ان اسرائيل تملك قوة تدميرية هائلة.. لا ننكر ان العقل الاسرائيلي ارهابي ووحشي وعقل مجازر، فقد فعل ذلك وقد دمر في السابق، ولا شيء جديدا، لكن هناك جديد ليس في اسرائيل، هناك جديد في لبنان: الجديد انك تستطيع ان تقصف وتعمل ما تشاء لكن لست وحدك في الميدان.. لا اقول نستطيع ان ندمر اسرائيل، بل استطيع ان اقول: نستطيع ان نحول حياة ملايين الصهاينة في كل فلسطين الى جحيم، نستطيع ان نغير وجه اسرائيل، والحرب مع لبنان مكلفة جدا جدا جدا جدا .. حتى ينقطع النفس”، موضحا:”عليهم ان يعرفوا ان كلفة العدوان باهظة جدا جدا جدا ولا تقاس بكلف حرب 2006، وسيقتل فيها عشرات آلآلاف من الاسرائيليين”.
وبينما لم يوضح نصرالله تفاصيل المشهد، تطوعت صحيفة معاريف لتشرح ما وراء هذا التهديد، فقالت:”الدخان سيتصاعد، لن تكون هناك أي طريقة لوقفه، ولا أي طريقة لإطفاء النيران، أمّ الحرائق، قنبلة غازية، خمسة أيام متواصلة من الاشتعال، منطقة الكارثة ستتطلب تطهيراً يستغرق أعواماً، أحياء كاملة ستكون فارغة من السكان، عاصفة نارية، 25 ألف إصابة، شعاع تأثير يمتد إلى خمسة كيلومترات، لا أمل في عمليات الإنقاذ، لا أمل في العلاج الفعال، فوكوشيما إسرائيلي”.
هكذا، وفقاً لتقديرات خبراء إسرائيليين كما نشرتها صحيفة معاريف يُفترض أن يبدو خليج حيفا في حال انطلاق صافرة إنذار حقيقية، تعلن سقوط صواريخ على المنشآت النفطية والبتروكيماوية الموجودة في المكان في حال اندلاع مواجهة عسكرية، فما لم يقله الأمين العام لحزب الله في تهديده بقصف أهداف تحوّل حياة عشرات آلاف الصهاينة إلى حجيم، تكفلت اذن صحيفة معاريف بكشفه، وتقدم شرحاً تفصيليا عن طبيعة المنشآت الموجودة في منطقة حيفا وشمالها، مشيرة إلى أنها تتكوّن من”مثلث خطير جذاب بالنسبة إلى الأعداء”، ويضم هذا المثلث”المصانع البتروكيمائية والبيوكيميائية ومصافي النفط والغاز، إضافة إلى عدد من حاويات الأمونيا الكبيرة ومنشآة هيدروجين ومستوعبات الأثيلين”.
الى ذلك، ووفقا للقناة الـ11 في التلفزيون العبريّ فأنّه في أعقاب انفجار وتدمير مرفأ بيروت”بدأت وزيرة حماية البيئة غيلا غمليئيل بالعمل على إقرار خطة تهدف إلى إخلاء المصانع الكيماوية والأخرى التي تتعامل مع مواد خطيرة في خليج حيفا ونقلها إلى مناطق غير مأهولة بالسكان حفاظًا على السلامة العامة-2020/8/6-“، بينما كان الصحافي في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، إيلي ليفي قد قال “إنّ كلّ مَنْ يشاهد ما حدث في بيروت، يفهم أنّ هذا قد يحدث هنا أيضًا، في ميناء حيفا، وأضاف:”لدينا خزانات وقود ضخمة، وخزان من البروم والأمونيا”. امّا رئيس بلدية حيفا السابق، يونا ياهف، فقال للتلفزيون في معرض ردّه على تهديد سيّد المُقاومة، حسن نصر الله، بأنّ الغازات السامّة الموجودة في خليج حيفا وصواريخ حزب الله، سيُنتجان قنبلة نوويّة، تُسبِّب أضرارًا فادحةً جدًا في الأرواح والممتلكات: “للأسف الشديد، إننّي أُصدّق نصر الله، وما تحدّث عنه كان صحيحًا مائة بالمائة، وعلى الحكومة أنْ تأخذ الأمور على محملٍ كبيرٍ من الجديّة والمسؤولية-هذه الجمل الاخيرة مترجمة عن العبرية-زهير اندراوس-رأي اليوم-2020-8-6″.”.
ويرى خبراء أن هذا السيناريو المرعب ليس خيالياً ولا ينبغي تجاهله، ويرى هؤلاء الخبراء أن مقاربة الشركات المالكة للمنشآت، وكذلك الدولة، المبنية على استنتاجات لجنة أُلّفت بعد حرب لبنان الثانية، التي تعتمد على أن المخاطر لن تتجاوز جدران المنشآت،”هي عبارة عن وهم”.
واستنادا الى تحليلات اسرائيلية عديدة فان حسابات الحرب بين حزب الله والكيان مفتوحة والمسألة مسألة وقت وتوقيت، ولذلك قد يتساءل الكثيرون عندهم:
هل اقتربت لحظة اطلاق الصاروخ الذي سيحرق حيفا يا ترى….؟!
تصوروا… كيف كانت غطرسة تلك الدولة التي وصلت الى عنان السماء..وكيف اصبحت تتباكى وتحسب الحسابات ، وتنتظر الصاروخ الذي سيحرق حيفا؟!
Nzaro22@hotmail.com
رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012