أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


البيان رقم (1) أم البيان اليتيم للقيادة الموحدة؟

بقلم : حازم عياد
14-09-2020 05:54 AM

صدر يوم اول امس السبت (12 ايلول) البيان الاول للقيادة الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية. تضمن دعوة للاحتجاج الشعبي يوم الثلاثاء الموافق 15 ايلول، وتحويله الى 'يوم رفض شعبي انتفاضي'؛ احتجاجًا على توقيع الاتفاق التطبيعي للامارات والبحرين مع الكيان الاسرائيلي في العاصمة الامريكية واشنطن؛ ليكون بذلك النشاط والفعل الميداني الاول المعلن بواسطة القيادة الموحدة.

الاطار القيادي الموحد جاء بعد مرور اسبوع على اجتماع الفصائل الفلسطينية في بيروت و رام الله، تم فيه التوافق على تشكيل قيادة موحدة لمواجهة التحديات، وعلى رأسها الموجة التطبيعية العربية وصفقة القرن والاستيطان ومشاريع الضم.

ورغم الشكوك في إمكانية انطلاقة فعلية للاطار القيادي الموحد، فإن البيان رقم واحد مَثَّل انطلاقة فعلية للقيادة الموحدة؛ إذ جاء بعد ساعات قليلة من اعلان عزام الاحمد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير عن قرب تدشين الاطار القيادي، فالإعلان اتخذ طابعًا رسميًّا.

لم يصدر تعليق من الفصائل الفلسطينية؛ ما يعني توافر القبول لما تم الاعلان عنه في البيان رقم واحد. في حين من المتوقع ان تكشف الايام القليلة المقبلة عن آلية عمل الاطار القيادي وفاعليته ميدانيًّا؛ فنجاح الفعاليات الاحتجاجية الانتفاضية منوط بالفصائل الفلسطينية يوم الثلاثاء القادم، والتي ستركز على رفع العلم الفلسطيني وتجنب الاعلام الفصائلية .

الثلاثاء يدشن العمل الميداني، ويختبر فاعلية القيادة الموحدة، ومدى استجابة الشارع الفلسطيني لها؛ فإطلاق العنان للشارع الفلسطيني دون قيود في مواجهة الاحتلال يوم الثلاثاء في الضفة والقطاع معيار للنجاح والفشل.

التشكيك في إمكانية انطلاق الاطار القيادي الموحد ارتبط الى حد كبير بالقيادة في رام الله التي باتت معنية بالتعبير عن رفضها النهجَ التطبيعيَّ العربي؛ ذلك أنه التحدي الاكبر لمشروعها الذي انطلق بـ'أوسلو'، مستعينة بالدعم العربي الذي تحول عنها وخذلها، لتجد السند والنصير في المقاومة الفلسطينية ونهجها الصلب.

التشكيك في انطلاق الاطار القيادي وآلياته سينسحب بقوة على جدية الفعاليات، ونطاق اتساعها يوم الثلاثاء القادم، فيوم 15 ايلول اختبار لعمق التحولات في الإستراتيجية الفلسطينية والقدرة الميدانية على تضييق الفجوة ورأب الصدع؛ فإما أن يتحول الثلاثاء الى مجرد يوم عادي مليء بالمجاملات والمناورات الاسرائيلية والعربية لاحتوائه، أو أن يتحول الى انطلاقة جديدة للثورة الفلسطينية، وثلاثاء عظيم يَجُبُّ ما قبله.

هنا يطرح السؤال المهم: هل اكتملت الاستعدادات لانطلاقة فعلية ومتجددة للثورة الفلسطينية، أم إنها مجرد محاولة لاحتواء الفشل من قبل البعض، ورد فعل فقط كما يَتوقع الكثيرون؟ وهل تكون خطوة الى الامام واعدةً، تتبعها خطوات أوسع، أم إنها مجرد موجة غضب عابرة؟

يصعب الجزم بشيء، لكن الاعلان عن القيادة الموحدة فَتَحَ كوة للأمل لمسار إستراتيجي جديد يتجاوز 'أوسلو'، ومشروعها البائس، والانقسام وثغراته القاتلة التي تتيح للكيان الاسرائيلي المناورة، وممارسة الاحتواء المزدوج عبر الوسطاء العرب والعجم، تارةً بالحديث عن صفقة للاسرى، وأخرى بالحديث عن وعود بايدن لـ'السلطة' ما بعد ترمب.

فالإطار القيادي إما أن يكون خطوة إستراتيجية عميقة، او ان يتحول الى مجرد تكتيك لن يدوم أثره طويلًا. حقيقةٌ ستكشفها الايام؛ فإما أن يتحول البيان رقم واحد الى البيان اليتيم، او ان يتبعه العشرات من البيانات التي تؤسس لمرحلة جديدة، وإستراتيجية حقيقية للنضال الفلسطيني .السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012