أضف إلى المفضلة
السبت , 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
الفايز: الأردن دولة محورية لا يمكن تجاوزها في قضايا المنطقة الفيصلي يسقط في فخ التعادل بدوري المحترفين المومني: الملك يفند الرواية الاسرائيلية أمام منابر العالم قاسم: حققنا انتصارًا كبيرًا وتنسيقنا مع الجيش اللبناني سيكون عالٍ جيش الاحتلال يشن غارة جوية في جنوب لبنان تجارة عمان: إقبال جيد على الملابس والأحذية في الجمعة البيضاء الحلي والمجوهرات: عروض وهمية وتلاعب في اسعار الذهب الجمعة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى "الحرة": التخليص على 2300 مركبة كهربائية خلال أول 4 أيام من بدء قرار تخفيض الضريبة مسيرة حاشدة في عمان تندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة بتوجيهات ملكية .. توفير الرعاية الصحية الشاملة للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها 9 جرحى بإطلاق نار قرب مستوطنة أريئيل بالضفة الغربية الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الفيفا يكشف المرشحين والمرشحات لجوائز "ذا بيست" 2024
بحث
السبت , 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لكي لا نختبئ خلف الفيروس

بقلم : د.صبري الربيحات
17-10-2020 05:56 AM

بيانات انتشار الوباء في الأردن خلال الأسابيع الأخيرة برهنت على أننا لا نختلف عن غيرنا من دول الجوار في أعداد الإصابات ولا معدل الوفيات، وكل ما حصل أننا تأخرنا قليلا بالسماح له بالدخول، وربما أن معاملة حصوله على الإذن للدخول تعطلت قليلا كما تتعطل بعض المعاملات لأسباب متنوعة.

اليوم، أصبح الوباء حقيقة واقعة يمكن أن يواجهها أي منا في أي لحظة وفي أي مكان. لم تعد الطفيلة ولا الرويشد والأغوار في منآى عن الوباء، فالكل عرضة لأن يصاب أو يفقد عزيزا دون أن يتاح له فرصة الوداع اللائق.

الحديث عن الإجراءات النوعية والتجربة الأردنية المتميزة في التصدي للوباء جزء من أدبيات الأشهر الأولى ولم يعد استخدامه مقنعا لأحد. الذي تبنته الحكومة السابقة وبرمجت سلوك الجمهور والمؤسسات حوله خطاب لم يعد مجديا ولا يجد قبولا لدى الكثير من المتابعين في الداخل والخارج. الأوضاع الصحية والصورة الذهنية للوباء تغيرت كثيرا عما كانت عليه في منتصف آذار وحتى نهايات حزيران. منذ مطلع الصيف حدثت أشياء كثيرة، فقد خاضت أجهزتنا الصحية والإدارية معارك صغيرة وجانبية معزولة مع الوباء فتغلبت عليه ومحت آثاره في إربد والخناصري والرمثا وماركا قبل أن يتسلل لنا أو يهرب لنا عبر جمارك الحدود في جابر والعمري ويصل الى كل مدينة رئيسية في المملكة وتتسع رقعة الانتشار ويضطر سعد جابر ﻷن يتوقف عن عرض الإصابات حسب التصنيفين الخارجي والداخلي اللذين اعتاد عليهما.
الخريطة الجديدة لانتشار الوباء وتفاقم الأوضاع تحتاج الى نظرية جديدة تستند الى المعرفة العالمية المتوفرة وتأخذ بعين الاعتبار التجربة الأردنية في الوقاية والمنع والعلاج. التركيز على الفحوصات والتقصي إجراء مهم، لكن الأهم اليوم إرشاد الناس الى كيفية التعامل مع المرض والأساليب الأنجح للتخفيف من الآلام وتجنب الأخطاء القاتلة.

الأجهزة الصحية والكوادر والإعلام منشغلون اليوم بعرض نتائج التقصي ولا يقولون الكثير عن البروتوكول العلاجي الأردني والطب المنزلي ولا عن إنشاء المزيد من مراكز الإرشاد والتوجيه والمساعدة التي تمكن الناس من الوصول لخدمات إرشادية ونفسية وعلاجية. مع تزايد الإصابات بمتوالية هندسية وتسلق الوفيات لخانة العشرات يوميا لم أسمع عن إنشاء مراكز مساعدة واتصال تجيب عن طلبات المواطن المأزوم بسرعة وتقدم له ما يحتاج من معلومات وإرشادات، بما في ذلك النفسية، وهو يمر بالأزمة ويواجهها في المنزل.

الإدارة الجديدة لملف الوباء تحتاج الى استراتيجية جديدة تقر بوجود الوباء وتخرجنا من وهم أننا قادرون على تطهير المجتمع منه ووقف تقدمه. في الأردن، كما في أرجاء العالم، أصبح الجميع على قناعة أن لا توقف للعدوى والانتشار من دون اكتشاف سببية دقيقة لتشكل الفيروس وأمصال قادرة على تطوير المناعة ومساعدة الجسم على إبادته والتغلب عليه. أهم ما نحتاج له اليوم استبدال الوهم بالحقائق وتوجيه الناس لاستخدام المعرفة المتوفرة لحماية أنفسهم من الإصابة وإدارة شؤونهم إذا ما أصيبوا والتعامل مع الخسارة والحزن عند فقدانهم اﻷحبة.

استمرار العمل باستراتيجية أوامر الدفاع والإغلاقات دون وجود أدلة دامغة على فعاليتها ضرب من التجريب والمحاولات التي قد لا تجدي في وقف الانتشار ولا في وقف تدهور حالة المصابين. من المهم أن يخرج علينا الفريق الحكومي باستراتيجية واضحة تبين لنا الأهداف التي يسعون لها والإجراءات التي سيتخذونها والوسائل والأدوات اللازمة لتمكينهم وأدوار المواطنين في هذه الاستراتيجية ضمن أطر زمنية محددة.

من غير المنطقي أن تبقى الحالات في تزايد مع امتلاك السلطات آليات المنع والحظر والحجر والإغلاق والعزل في أي وقت وفي أي مكان وإذعان الجميع لأوامر الدفاع. باعتقادي أن هناك إجراءات أخرى ينبغي اتخاذها للتأكد من حسن إدارة المرافق ومنافذ الخدمة والتجمعات. المطلوب تخصيص مبلغ لا يقل عن نصف قيمة موازنة الصحة لتدعيم برامجها وتمكينها من الإدارة الفاعلة وتطوير القدرات المؤسسية. بغير ذلك فسنبقى نتبادل التطمينات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012