أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


علامات فارقة على انتخابات 2020

بقلم : د . محمود عبابنة
15-11-2020 11:00 PM

أخيراً هدأ غبار الانتخابات النيابية وفاز الفائزون وخسر آخرون، ومن المفترض أن يكون الفائز الحقيقي هو الوطن، على أساس أن الالتزام بالاستحقاق الدستوري هو نقطة تسجل لصالح الدولة، في حال تم ضمان سلامة الوطن وصحة أبنائه، وهذا يقتضي من أصحاب القرار توظيف خبراتهم وإلمامهم بطبيعة مجتمعنا وطباعهِ الطيبة في أحيان والمتمردة في أحيان أخرى، وهكذا كان حال الانتخابات تأييداً وتصفيقاً من قِبل الهيئة المستقلة من جهة، وتشكيكاً واستنكاراً من كثيرٍ من القوى والمحللين من جهةٍ أخرى.

بالمجمل لم نهنأ بالعرس الوطني الذي تعمد بالدخان والبارود، لكن هذه الانتخابات حملت لنا الكثير من المفارقات التي يمكن إجمالها وبحسب اجتهادنا فيما يلي:

اولاً: كشفت نسبة المشاركة بالانتخابات المتدنية (29.9%) عن حالة من الإحباط وعدم الثقة بالانتخابات، نظراً لما شابها في الماضي من تدخلات، وفي أحدها أقرّ أحد رؤساء الوزراء السابقين وعلى صفحات جريدة الرأي بالتلاعب، إلا أنه ومن باب الإنصاف فإن ظروف تفشي وباء الكورونا أسهمت في تقاعس الكثيرين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

ثانياً: كشفت الانتخابات النيابية عن أن الحرث عشرين عاماً لصالح التنمية السياسية قد ذهبت هباءً منثوراً، وأن حرث الجمال الذي اعتمدناه لم يسفر عن ظهور حزب وطني يستطيع أن يوصل نائبًا أو نائبين باستثناء حزب جماعة الإخوان المسلمين الذي دخل نوابه إلى قبة البرلمان بتذكرة العشيرة.

ثالثاً: إن دخول مئة نائب ونائبة لأول مرة لنادي المجلس النيابي هي العلامة الفارقة الأبرز، وقد غلبت عليهم الفئة العمرية الشبابية، وهذا يعكس حالة الملل التي أصابت الناس من الوجوه التقليدية التي إنشغل العديد منها بقضاء مصالحهم الخاصة وبالمحصلة لم تحقق طموحات الشباب وأحلامهم.

رابعاً: بالرغم مما تدعيه الهيئة المستقلة 'ومجموعة راصد' التي ألمحت إلى مسألة شراء الاصوات على خجل، إلا أن هذه الانتخابات كسابقاتها لم تخلُ من لعبة شراء الأصوات على نطاق واسع في مناطق محددة، وقد تجلى ذلك بكثافة خلال ساعات التمديد عندما قفزت بورصة الصوت الواحد إلى مبالغ غير مسبوقة.

خامساً: من أهم العلامات الفارقة أيضاً وما أعقب هذه الانتخابات من احتفالات واحتجاجات لم نشهدها في الانتخابات السابقة، فرغم أوامر الدفاع والحظر والمناداة بالتباعد الاجتماعي وعدم التجمهر، إلا أن الأنصار الأشاوس للنواب الفائزين، وبتواطؤ من النواب أنفسهم، احتفلوا بطريقتهم الخاصة غير المسؤولة، من خلال تسيير مواكب مسلحة واطلاق النار بكثافة أقلقت راحتنا وضربت بعرض الحائط اجراءات الأمن الصحي، وأعادت لنا عقلية القبيلة والفوضى والتمرد على القانون والنظام، وفتحت الباب على مسألة توافر السلاح والجرأة على استعماله في خرق القانون والطمأنينة العامة.

سادساً: هناك ملاحظات وعلامات فارقة أخرى ليست رئيسة، ولكنها جاءت على غير توقعات غالبية الخبراء والمراقبين، كعدم فوز مرشحين راسخين في علم الانتخابات، وكذلك فوز أكثر من مرشح من عشيرة واحدة.

ولهذه الأسباب يجب ألا نفرط بالتفاؤل بأننا سنكون بحضرة مجلس نيابي أقوى من سابقهُ، لكن سنة التغيير ومواكبة المستجدات وإعطاء الفرصة لجيل الشباب هي نقاط تسجل لصالح الانتخابات.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012