أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
تجارة عمان: إقبال جيد على الملابس والأحذية في الجمعة البيضاء الحلي والمجوهرات: عروض وهمية وتلاعب في اسعار الذهب الجمعة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى "الحرة": التخليص على 2300 مركبة كهربائية خلال أول 4 أيام من بدء قرار تخفيض الضريبة مسيرة حاشدة في عمان تندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة بتوجيهات ملكية .. توفير الرعاية الصحية الشاملة للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها 9 جرحى بإطلاق نار قرب مستوطنة أريئيل بالضفة الغربية الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الفيفا يكشف المرشحين والمرشحات لجوائز "ذا بيست" 2024 مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة - أسماء "الفاو": الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة في 2024 خط أنابيب الغاز العربي .. هل تتغير معادلاته باكتشاف حقل الريشة الضخم؟ محكمة الجنايات الصغرى تصدر حكمًا بالإعدام على شخصين أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق حتى الأحد
بحث
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


كيف يخسر المزارعون ويجوع المستهلكون؟!

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
24-12-2020 06:43 AM

المزارع ومن يمثله في الجمعيات والاتحادات والنقابات الزراعية، والمواطن (ان ثمة من يتذكره) وكذلك المستهلك، ووزارة الزراعة بالطبع، هؤلاء بالدرجة الأولى من يحق لهم ان يجهروا بالتساؤل ورفع الصوت، حين تتضرر الزراعة او تنخفض أو تجمح الأسعار، أما البقية الباقية فهم من يرفعون الصوت و(يزاودوا) على جميع الجهات المذكورة آنفا..
همة إعلامية وأخرى (سوشاليّة ..منيّلة بستين نيلة على رأي اخوتنا المصريين)، هبت ودبت الصوت، تبحث عن حلقات مفقودة، لفهم معضلة انخفاض اسعار المنتجات الزراعية في المزرعة، الى الدرجة التي تضر بالمزارعين، وتصادر كفاحهم وجهدهم وتعبهم وعرقهم، بينما يتم بيعها بسعر مرتفع.. وبهذه المناسبة نقول:صحّ النوم شباب.
هل المسألة مستعصية وعلى هذه الدرجة من التعقيد؟
تعالوا نشتري ١٠٠ صندوق بندورة من مزرعة في الغور الصافي الجنوبي مثلا، ولنعتبر ان الصندوق فيه ١٠ كغم، وسعره دينارين يعني الكيلو ٢٠ قرش، أي أن ٢٠٠ دينار ثمنها، ولننقلها كي نبيعها في السوق المركزي بعمان، وحطولكوا ٢٠ دينار أجرة نقل، ورسوم و(غيره وغيراتو ) كمان ٢٠، وثمن الصناديق الفارغة ١٠ دنانير،هيك صرنا دافعين ٢٥٠ دينار، تكاليف وثمن ١٠٠٠ كغم بندورة، اي ان الكيلو كلفنا ما مقداره حوالي ٢٣ قرش، لكننا لو تابعنا بندورتنا حتى وصلت لمحلات بيع الخضار في الاسواق المنتشرة في الشوارع الرئيسية والأحياء، لن نجدها تباع بأقل من ٦٠ قرش للكيلو، وهنا سنقف نجمع ونطرح ونقسم رجوعا الى السوق المركزي للخضار والفواكه، وفقط سنطرح منها سعر النقل من السوق المركزي الى أبعد منطقة عنه داخل عمان، وسوف نزيد أيضا قرشين على سعر الكيلو ليصبح ٢٥ قرش، بعد أن كان قد أقسم لنا التاجر، بأنه اشترى الصندوق الواحد من السوق المركزي بسعر ٥ دنانير ونصف، أي أن ثمن الكيلو الواحد كلفه ٥٠ قرشا، وأضاف عليه فقط ٢ قرشين أجرة نقل، وسوف يرمي منه كيلو على الاقل، اي انه سيخسر ٥٢ قرش أخرى وسيوزعها على ال٩ كيلو المتبقيات من الصندوق، فتصبح كلفة الكيلو غرام الواحد من البندورة على تاجر الحي، ٥٤ قرشا، فيبيعه ب ٦٠ قرش، ويتحدث عن اجرة المحل والتعب ورسوم الترخيص السنوية، ونجده في النهاية يربح أقل من (شلن) في الكيلو الواحد، وهو ربح منطقي، لكن دعونا نفهم كيف وصلت البندورة الى سوق الخضار المركزي بسعر ٢٣ قرش، بينما تم بيعه بسعر ٥٠ قرش.
أي أن هناك زيادة مقدارها ٢٧ قرش على الكيلو الغرام الواحد، ولن نشطب من ال٢٧ سوى قرشين، وهي كلفة أجرة ارضيات وغيره في السوق المركزي، اي ان التاجر او مجموعة التجار الذين تداولوا البندورة ثم عرضوها بسعر ٥٠ قرش لتاجر المفرّق، قد ضاعفوا السعر الفعلي الذي باع به المزارع لضعفين وربع، فكيف تم ذلك الأمر؟!.
التاجر الأول اشترى البندورة من المزارع بسعر ٢٣ قرش للكيلو مع اجوره ورسومه، فبدأ يدلل على ال١٠٠ صندوق بندورة التي وصلته قبل نصف ساعة من المزرعة، ووضع سعر ٣ دنانير ونصف للصندوق، يعني ربح بالكيلو الواحد حوالي ١٧ قرش، وهذا اول تاجر يبيع بسعر فيه ربح يوازي تقريبا كل تعب وسهر وعذاب وكلف المزارع الذي باع الكيلو ب ٢٠ قرش من المزرعة، ليأتي تاجر ثان، ويشتري ال١٠٠ صندوق ب ٣٥٠ دينارا، ويعرضها بسعر ٤ دناتير ونصف للصندوق، فيربح بدوره ١٠ قروش على الكيلو، حين يبيعها جميعها، ليأتي ثالث اشترى الصندوق ب ٤ دنانير ونصف، ثم يبيعه ثالثة في السوق المركزي، بسعر ٥ دنانير للصندوق، ويشتريه هذه المرة آخر تاجر في السلسلة، وهو تاجر الحيّ، فيبيعه على المواطن بسعر ٦٠ قرش للكيلو..
فيصاب المزارع بالدهشة بل بالخيبة، ويقارن ارباح التجار الثلاثة الذين تناقلوا بندورته ب ٣ أسعار مرتفعة، فيرتد عن كل القيم، بل يقرر عدم الزراعة ثانية، ويتمنى لو خلقه الله تاجرا في السوق المركزي، وليس مزارعا، يدفع للحراثة وللعمال وتصاريحهم وللمبيدات وقبلها الأشتال، ويداوم طول الموسم ويسهر على دور السقاية... ثم يجمع ويطرح ويقسم وتغلبه الظروف فيبيع محصوله بسعر لا يغطي التكاليف والأجور التي دفعها لزراعته، وتعبه غير محسوب ضمن التكاليف.
هل احدثكم عن الذين يزرعون محصولا كالبطاطا مثلا، كيف يبيع أحدهم محصوله لتاجر ما، فيقوم التاجر بشرائه ثم تخزينه لعدة أشهر، ويبدأ بتقطيره جزءا فجزءا للسوق، مستغلا الفترة التي تمنع فيها وزارة الزراعة استيراد البطاطا من الخارج، دعما للبطاطا المحلية؟!..نعم، هذا أيضا يحتكر المحصول ويبيعه بالسعر الذي يريد، ونسمع بين وقت آخر صراخ المواطن الغلبان من ارتفاع اسهار محاصيل كالبطاطا والبصل والليمون.
من هم هؤلاء التجار الذين يتبادلون المنتجات الزراعية بينهم، ومع كل حركة تبادل يزيد السعر، ولماذا كل هذا التبادل؟.
هل عرفتم كيف يخسر المزارع ويجوع المواطن ويجوع المزارع ويضمر جسده، بينما يسمن البقية، حتى الشيال الذي يقود عرباية في السوق المركزي؟!.
بالمناسبة لمن تعود ملكية العرباية؟!.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012