أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
تجارة عمان: إقبال جيد على الملابس والأحذية في الجمعة البيضاء الحلي والمجوهرات: عروض وهمية وتلاعب في اسعار الذهب الجمعة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى "الحرة": التخليص على 2300 مركبة كهربائية خلال أول 4 أيام من بدء قرار تخفيض الضريبة مسيرة حاشدة في عمان تندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة بتوجيهات ملكية .. توفير الرعاية الصحية الشاملة للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها 9 جرحى بإطلاق نار قرب مستوطنة أريئيل بالضفة الغربية الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الفيفا يكشف المرشحين والمرشحات لجوائز "ذا بيست" 2024 مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة - أسماء "الفاو": الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة في 2024 خط أنابيب الغاز العربي .. هل تتغير معادلاته باكتشاف حقل الريشة الضخم؟ محكمة الجنايات الصغرى تصدر حكمًا بالإعدام على شخصين أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق حتى الأحد
بحث
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أسعار الزيت .. وسطوة المتنفذين

بقلم : د.صبري الربيحات
25-12-2020 12:26 PM

الزيتون والزيت مادتان غذائيتان أساسيتان ولا تخلو اي مائدة اردنية من وجود الزيتون او زيته. لقرون طويلة عرف سكان الشرق الاوسط الزيتون وقدروا قيمته فقد كان يدخل في غذائهم ودوائهم ووقودهم وانارة بيوتهم ومعابدهم في كل قرية وكل مدينة اردنية في جوارها توجد بساتين وحواكير للزيتون وقد اعتادت معظم الاسر على الاحتفاظ بعدد كاف من اشجار الزيتون لسد حاجاتها السنوية من هذه المادة التي تتجاوز في قيمتها واهميتها كل المنتجات الزراعية الاخرى.

في الاردن اليوم لا توجد ارقام دقيقة بعدد الاسر والمزارعين الذين يعتنون بزراعة الزيتون وينتجون الزيت بالرغم من وجود ما يقارب الـ130 معصرة حديثة تعمل لما يقارب ثلاثة أشهر من كل عام وتشتمل على سجلات وارقام يمكن ان ترشد الى كميات الانتاج السنوي.

خلال موسم قطاف وعصر الزيتون من كل عام تتدحرج الاسعار حيث تبدأ مرتفعة عند بداية الموسم ثم تتهاوى بصورة درامية لتصل الى نصف السعر الذي بدأت عنده مع نهاية الموسم دون وجود تفسير منطقي لدى اي جهة عن سبب ما يحدث. الصحافة عاجزة عن طرح الاسئلة التي تدور في اذهان الناس والاتحادات والجمعيات الزراعية التي وجدت في الاصل لتنظيم عمل القطاع والدفاع عن مصالح المزارع ولا تبدي اكتراثا كافيا، فهي تتشكل من اشخاص يميلون للضغط على المزارع اكثر من ميلهم لمعرفة الحقائق او كشف ما يدور في اروقة صناعة القرار وصناعة السياسات الزراعية.

ما يحصل في الزيتون لا يختلف عما يحصل مع منتجي الخضار والفواكه واللحوم فالجميع يصطدم من وقت لآخر بقرارات يجري اتخاذها لإرضاء السماسرة والمتنفذين ممن يملكون التأثير ولا يكترثون لمصالح القطاعات. بعض هؤلاء يشبعونك حديثا وتنظيرا عن الوطنية والمصلحة العامة وهم ليسوا اكثر من تجار وسماسرة ومتكسبين يطوعون مواقعهم لخدمة ابنائهم وتجارتهم ومصالحهم المادية.

الحجة التي يسوقها بعض المسؤولين في اجابتهم على سبب الانخفاض المفاجئ والدراماتيكي في الاسعار لزيت الزيتون البلدي تدور حول مسألة العرض والطلب ولا احد يقول او يجرؤ ان يقول شيئا عن المسؤولين الضعفاء او من يمارسون الضغط والنفوذ عليهم من اجل اصدار رخص لاستيراد كميات كبيرة من الزيت من البلدان المجاورة حيث تنخفض كلفة الانتاج فيها عما يتكبده المزارع الاردني.

في احد الاعوام التي مضت مارست شخصية متنفذة الضغط على احد الوزراء لمنح شركة نجله ترخيصا لاستيراد ما يزيد على 4000 طن من زيت الزيتون وبكلفة لا تزيد على عشرين دينارا للتنكة الواحدة لتباع بحدود الـ60 دينارا اردنيا وليطمر الاسواق الاردنية بكميات تختلف في مذاقها وخصائصها وطبيعتها عما ينتجه المزارع الاردني، كل ذلك بحجة حرص ذلك المتنفذ على مصالح الفقراء والمعوزين. هذا النموذج من الرجال الذين يختبئون خلف المصالح العامة ويكشرون اذا ما رفض لهم طلب هم القوة الكامنة وراء الكثير من المشاكل والازمات التي تتوالد وتصيب العديد من قطاعات اقتصادنا.

الشركات التي يؤسسها بعض المتنفذين لأبنائهم وابناء اصدقائهم والتزاوج بين نفوذ الآباء ومصالح الابناء كانت احد العوامل التي اغرقت السوق الاردني في الزيوت المستورد خلال الموسم الماضي تحت حجج متنوعة وغطاءات متباينة.

سطوة المتنفذين وضعف من يقفون على منافذ صناعة القرار وغياب الرؤية والمساءلة عوامل رئيسة في توالي وتكرار المشكلات التي تتوالد عاما بعد عام.

(الغد)




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012