أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
تجارة عمان: إقبال جيد على الملابس والأحذية في الجمعة البيضاء الحلي والمجوهرات: عروض وهمية وتلاعب في اسعار الذهب الجمعة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى "الحرة": التخليص على 2300 مركبة كهربائية خلال أول 4 أيام من بدء قرار تخفيض الضريبة مسيرة حاشدة في عمان تندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة بتوجيهات ملكية .. توفير الرعاية الصحية الشاملة للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها 9 جرحى بإطلاق نار قرب مستوطنة أريئيل بالضفة الغربية الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء جمعية البنوك: آلية تخفيض الفائدة هي ذاتها المتبعة برفعها الفيفا يكشف المرشحين والمرشحات لجوائز "ذا بيست" 2024 مناطق لن تصلها المياه الأسبوع القادم لمدة 72 ساعة - أسماء "الفاو": الأردن حافظ على معدلات تضخم غذائي منخفضة في 2024 خط أنابيب الغاز العربي .. هل تتغير معادلاته باكتشاف حقل الريشة الضخم؟ محكمة الجنايات الصغرى تصدر حكمًا بالإعدام على شخصين أجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق حتى الأحد
بحث
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هذه فوضى خلاقة أيها الرئيس

بقلم : ماهر ابو طير
28-12-2020 05:59 AM

هذه فوضى خلاقة، تتركها الحكومة، لتعصف بنا، وحين نحصي عدد الذين يتحدثون حول وباء كورونا في الأردن، عبر الاعلام الرسمي، او الخاص، نجدهم بالعشرات.

من وزراء الى خبراء، وبينهما فريق واسع من انصاف العارفين، وارباعهم، الكل يتحدث عن اللقاحات، والكل لديه خبرة في الأوبئة، وحين تعد عدد خبراء الأوبئة واللقاحات في الأردن، تحسد نفسك، على هذا العدد، ويشتد حسدك وقهرك، حين يتحدث كل واحد بقصة تختلف عن الآخر، فهذا يحدثك عن آثار جانبية محتملة للقاح، وآخر يخفف من خطورة الآثار الجانبية، وواحد يحدثك عن موعد محتمل لوصول اللقاح، وثان يغير الموعد.

على صعيد الوزراء، فقدت الحكومة مركزية خطابها، والاصل ان هذا الملف يجب ان يكون محصورا فقط، بوزير الاعلام، ووزير الصحة، ولا يتحدث وزير آخر، الا في مجال ملفه، لكن الحاصل ان هناك انفلاتا، فالكل يتحدث رسميا، عن ازمة كورونا، وكل وزير لديه معلومات يسربها سرا، او يطلقها عبر تصريح، ولا تعرف اذا ما كانت كورونا قد أصبحت حجة، وذريعة لمن ليس لديه انجاز او عمل في ملفه الأساس، ليبقى يدور حول ملف كورونا.

اين خلية الازمة التي تم تشكيلها في الأساس، والتي نجحت نجاحا باهرا في إدارة الازمة، بدايات شهر آذار الماضي، وما بعدها؟ ولماذا تحولت مهماتها الى مهمات حكومية من جهة؟ بحيث يتخاطف الكل هذه الأدوار، وبحيث دبت الفوضى في كل هذا الملف، خصوصا، مع دخول بعض خبراء الأوبئة وأعضاء لجانها على الخط، ومعهم فريق خارج كل المؤسسات لكن لديه خبرته، ويريد أيضا ان يلمع نجمه وسط هذه الازمة، فتنهمر كل هذه القصص فوق رؤوسنا، وكأن الإدارة هنا جماعية، والموسم في اوله، والكل يريد ان يلعب.

الحكومة مطالبة بضبط هذا الإيقاع، اذ ان من اسرار تكليفها انها جاءت من اجل اخراج البلد، من الآثار المعنوية والاقتصادية لوباء كورونا، حتى لا تتحول الازمة الى مزمنة، وكأن لا شيء آخر عندنا، لكن الذي حصل العكس، فقد تعمقت الازمة، وزادت حدة آثارها، لأن كل الخطاب الرسمي يدور حول كورونا، والحكومة أسيرة لهذه الازمة، والمطلوب من رئيس الحكومة هنا، ان يضبط أداء الوزراء، وان يترك مهمة التعليق فقط، لوزيرين مختصين، الاعلام والصحة، وان يكون ظهور أي وزير آخر، ضمن انسجام متفق عليه مسبقا، وضمن ترتيبات، عبر مؤتمر الحكومة، لا ان تتحول كل الحكومة الى حكومة كورونا، فهذا يقفز على اكتافنا في التلفزيون الرسمي، وذاك في إذاعة، وثالث عبر رؤيا، ورابع عبر المملكة، وخامس عبر صحيفة، وسادس عبر موقع الكتروني، وسابع عبر نشرة أحوال الطقس.

اذا ارادت الحكومة ان تخرج من فلك حكومة الرزاز، التي تأثرت بالأزمة في شهورها الأخيرة، وكانت مهمتها الأصعب التعامل مع الوباء، فعليها أولا ان ترد الناس الى مواقعهم، وان ينخفض الحديث عن كورونا، وكأن لا شيء آخر عندنا، وان يتم ضبط عملية الظهور الإعلامي، من جانب الوزراء والخبراء، فلا يعقل ان نصحو وننام فقط على كورونا، ثم بعد كل هذا الضخ الجائر، يأتونك ليتحدثوا عن السياحة والاستثمار ونسب النمو، متناسين المناخ السلبي الذي يتم توليده، وتصنيعه في المختبرات، وتثبيته في معنويات الناس.

ليس صعبا على الرئيس استعادة مركزية الحكومة، في هذه القصة، والا فإنها فوضى عارمة، خلاقة، تعصف بنا، وحيثما وليت وجهك في عمان، يخرج عليك احدهم ليبيعك رؤيته حول كورونا، فتسأل نفسك، اذا ما كان هناك شيء آخر في البلد، نعيش لأجله، ام ان هذه الفوضى الخلاقة يراد لها تدميرنا معنوياً، فوق التناقضات فيها، والتنافس الخشن والناعم بين أسماء كثيرة، بحثا عن أدوار، في زمن لا يحتمل الواحد فيه نفسه، فكيف غيره؟.

اضبط إيقاع جماعتك، أيها الرئيس، من وزراء وخبراء واستشاريين وباحثين عن أدوار، ثم أولئك الذين يتقدمون بأوراق اعتمادهم، لعلهم يركبون الخيل من جديد، ويصهلون!.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012