أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الدول ليست جمعيات خيرية...!!

بقلم : رشيد حسن
24-01-2021 05:36 AM

نستمع في أحايين كثيرة الى أمنيات وتوقعات ومطالبات من أميركا، بالذات وعلى وجه الخصوص لانصاف العرب وقضاياهم العادلة وخاصة القضية الفلسطينية..

وينحى الخطاب العربي والفلسطيني منحى العتاب.. واحيانا الاحباط كون واشنطن صديقة للعرب.. والجميع في بيتها.. ولكنها لم تستجب لمطالبهم .. ولا لدعواتهم.. فلم تجبر حليفتها وربيبتها اسرائيل الامثتال للقانون الدولي والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والانسحاب من الاراضي المحتلة واقامة دولته المستقلة .. وبدلا من ذلك قامت واشنطن وعلى مدى تاريخها.. بدعم الاحتلال الصهيوني.. وها هو القرصان «ترامب» ينهي عهده المشؤوم بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني..ونقل سفارة بلاده اليها..!!

لا شك ان مطالب العرب والفلسطينيين عادلة.. والاستجابة لها يشكل امتثالا للقانون الدولي..ولكن.. من قال إن واشنطن والعدو الصهيوني تحترمان القانون الدولي :؟؟ ومن قال انها لا توظف قوتها وامكاناتها الهائلة جدا لتحقيق اهدافها الامبريالية.. سواء باستخدام القوة.. او بالضغوط السياسبية الهائلة التي تمارسها «سياسة العصا والجزرة»..!!

وبوضع النقاط على الحروف.. فان المأزق الذي وصلت اليه القضية الفلسطينية في العقدين الاخيرين يؤكد فشل سياسة قيادة المنظمة والسلطة.. وفشل «اوسلو» التي قزمت القضية وحصرتها في المفاوضات لا غير.. وانهت المقاومة وهو ما استغله العدو فرفع وتيرة الاستيطان والتهويد.. ورفع وتيرة جرائم التطهير العرقي والارهاب المنظم، فهدم المنازل «هدم 11» الف بيت في القدس العربية، وتشديد الحصار على غزة، والاستمرار في تدنيس الاقصى، وفق نهج خبيث لفرض الامر الواقع والقيام بتقسيمه بين المسلمين واليهود على غرار ما حدث للمسجد الابراهيمي.. واخيرا القيام بهدمه، وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه..!!

والملاحظ في هذا الصدد انه رغم تنازلات قيادة السلطة والتي شكلت تفريطا خطيرا، وضربة نجلاء للقضية الفلسطينية.. حينما اعترفت بدولة العدو على 78 % من ارض فلسطين العربية، في حين ازداد العدو تشددا ورفض الانسحاب من شبر واحد... بل كثف الاستيطان والتهويد- كما اسلفنا- وقام وحليفته واشنطن باكبر عدوان على القضية «صفقة القرن» التي تقوم على تصفية القضية والحكم على 13 مليون فلسطيني بالنفي الابدي، او العيش عبيدا في امبراطورية نتنياهو..

كل هذا يدفعنا الى التأكيد على ما اشرنا اليه، وهي ان الدول لا تعطي شيئا بالمجان.. فهي ليست جمعيات خيرية تتبرع بالسكر والارز للفقراء..و انما تجبر على التنازل والانسحاب من الارض المحتلة تحت ضغط المقاومة وتجنبا للخسارة الباهظة.وهذا ما حدث لفرنسا في الجزائر.. وما حدث لاميركا في فيتنام وافغانستان والعراق..الخ.

لقد اساءت»اوسلو» لفلسطين وللشعب الفلسطيني بعد ان اوقفت المقاومة.. فتحول الاحتلال الصهيوني الى احتلال «ديلوكس» واعلن الارهابي» نتنياهو» رفضه المطلق الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطينية، معتبرا فلسطين «ارض اسرائيل» على حد زعمه..!

مؤسف بعد كل هذا ان يبقى خطاب قيادة المنظمة والسلطة منصبا على الامنيات والوعود والتوقعات.. مستدا فقط الى الكلام.. ولا يستند الى القوة والمقاومة.. متجاهلا ىان الحق بلا قوة تسنده هو حق ضائع في عالم تحكمه الطواغيت..

باختصار..

ندعو قيادة السلطة ان لا تراهن على بايدن « لاتضع كل بيضها في السلة الاميركية».. فها هو وزير خارجيته يعلن بقاء السفارة الاميركية في القدس..وان تراهن فقط على شعبها على تفجير انتفاضة جديدة.. فعندها الجواب..!!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012