أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الخَل أخو الخردل

بقلم : اسماعيل الشريف
31-01-2021 05:39 AM

«أن تقول:إنك لا تهتم بالخصوصية لأنه لا يوجد ما تخفيه، هو كقولك:إنك لا تهتم بحرية التعبير لأنه لا يوجد لديك ما تقوله»،إدوارد سنودن.
أجّل «واتساب»إطلاق تحديثه الجديدإلى منتصف شهر أيار المقبل،عقب ردود فعل غاضبة لأنه سيقوم بمشاركة بيانات مشتركيه مع فيسبوك وإنستغرام، وقبل أن يقوم بتأجيل هذا التحديث «صرنا في حيص بيص» فكلفتني إحدى مجموعات صباح الخير وجمعة مباركة

وبعض من النكات السمجة والجريئة بالبحث عن تطبيق جديد حمايةً لخصوصيتها التي ستصبح مفضوحة لدى جميع مراكز الاستخبارات في العالم، مما قد يشكل خطرًا على أمننا القومي!
صعد آنذاك تطبيق «سيجنال»،وقُدِّم على أنه أفضل تطبيق في العالم من حيث التشفير وحماية الخصوصية،وأصبح أكثر تطبيقًا يتم إنزاله في العالم، فأدى ذلك إلى انهيار خوادمه.
كتبت عنه «النيويورك تايمز»، وغرد «سنودن» بأن الفضل الأول له لأنه ما زال يتنفس – وتناسى وكالة الاستخبارات الروسية التي تقوم بحمايته - كما أن»إيلون ماسك» - صاحب تيسلا وأغنى رجل في العالم - غرد قائلًا:استخدموا سيجنال. وكان هذا سببًا لصعود نجم جميع الشركات التي تحمل اسم سيجنال!
وبعد قراءة طويلة مملة،وصلت لقناعة مفادها أن سيجنال لا يختلف عن واتس أو جوجل أو فيس بوك أو أي من شركات «سيليكون فالي»، فجميعهم تهيمن عليهم وكالة الاستخبارات الأمريكية.
سيجنال تقدم نفسها على أنها شركة غير ربحية، ولكنها مع هذا فهي شركة غنية، طورها «موكسي مارلين سبايك»صاحب شركة «أوبن ويسبر سيستمز»وهي شركة ربحية، وموسكي هذا يحيط به غموض كبير؛ فهو يقدم نفسه على أنه يساري راديكالي،ولكنه يعيش حياة الرأسماليين المترفين، وظهر في أحد مؤتمرات صناعة الأمنRSA بجانب مدير وكالة الأمن القومي الأمريكي، كما ظهر في نفس الصورة مخترعو نظام التشفير؛ و»يتفيلد ديفي» و»رونالد ريفست».
كما قام ببيع نظام تشفيره إلى تويتر عام 2011 وتعاقد بالباطن علىإنجاز برامج اختراق للإنترنت لصالح الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، ولصالح نفس المشروع قام ببرمجة تطبيقات تشفير للرسائل النصية والصوتية، وخرجت من رحم هذا كله سيجنال.
في الموقع الإلكتروني لسيجنال سترى المشاهير يعبرون عن إعجابهم بتطبيق سيجنال،ولكنك لن ترى أية مادة عن بدايات التطبيق، فمعظم أموال التأسيس جاءت من راديو الحرية لآسيا Radio Free Asia وهي شركة تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية يعود تأسيسها لعام 1951 وارتبطت في السبعينيات مع منظمة المونيز المعادية لكوريا الشمالية، وثبت أن سيجنال قد حصلت على دعم بقيمة ثلاثة ملايين دولار بين الأعوام 2013 – 2016.
إذن يتضح - برأيي- بشكل واضح أنه بدون أموال الحكومة الأمريكية لما ظهر هذا التطبيق على الوجود،وإذا كان نظام التشفير يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، فلماذا يتم التبرع لهم، ولماذا تقوم جوجل وفيسبوك باستخدام نفس البروتوكولات فائقة الأمان؟
وبرأيي أيضًا لو شكل هذا التطبيق أو غيره تهديدًا على الولايات المتحدة سيتم محاربته كما حصل مع تطبيق بارلو الذي نجح كبديل للحسابات التي تطرد من تويتر؛ حيث قامت جوجل بإلغائه بحجة تقديمه محتوى فاضح، في وقت يضج الإنترنت بتطبيقات فاضحة تعمل بكل حرية.
رجعت لأصدقائي وقلت لهم: لا تهتموا كثيرًا بالخصوصية، فمقابل الاستمتاع بالتطبيقات فلا مفر من التضحية بخصوصيتكم، ولا تخشوا وكالات الاستخبارات بقدر خشيتكم من زوجاتكم.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012