أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل ستتنفس طهران الصعداء.. في عهد بايدن!!

بقلم : الاعلامية دعاء العبادي
01-02-2021 05:26 AM

من يعتقد أن الأمور محسومة بشأن العلاقات الأمريكية الإيرانية في أي اتجاه سيكون مخطئاً فالبدايات ستكون صعبة .. . المتفائل سيقول إن سنوات بايدن ستدفع الأمور نحو الحل الإقليمي للعديد من القضايا، لأنها في أساسها مترابطة وبعضها نتاج بعض.
لكن هذا لا يلغي المخاوف من أن تخرج الأحداث عن السيطرة وقد نشهد أسوأ من كل ما رأيناه في ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب .
ولأننا ما زلنا في بداية المرحلة مع الإدارة الجديدة، فالأفضل أن نكتشف الاحتمالات الإيجابية ليس من قبيل التفاؤل فقط، بل لأنها من الممكن ان تصبح واقع.
فهل سيكون بايدن أقدر على صنع السلام في المنطقة .. ليس المعني بالسلام الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، بل السلام في الصراع الأخطر وهي إيران.
في عهد دونالد ترمب كان هناك دائماً هدف واحد له وهو معاقبة إيران وقد نجح في ذلك، وما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني انه عانى ودولته في عهد ترامب كان يعبّر بصدق عن مشاعره الحقيقية ..
ترمب نجح في قضّ مضاجع النظام بشكل لم يسبق له مثيل، وصنع واقعاً جديداً سيساعد بايدن على تحقيق صفقة جيدة مع إيران إن سار على خطى سلفه ترمب فترمب قام باسترداد كل ما أعطاه الرئيس الأسبق باراك أوباما للإيرانيين، من مزايا سياسية واقتصادية ترمب قام بدفعهم للإفلاس وحاصرهم، وتقريباً نال منهم لكن، لا بد أن نقول إن النظام لا يزال رغم ما أصابه ضعيفاً و محاصَراً وقادراً على الإيذاء.
يمكن لبايدن أن يبني على ما قام به سلفه ترمب من إنجازات ويطرح إنهاء المواجهة والحروب مع إيران، بتعديل الاتفاق الشامل بحيث يشمل المنطقة ويمنع التمدد الإيراني خارج الحدود ويمنع التسلح النووي.
لكن إيران تحاول معرفة أن كان بايدن ضعيف وإن كانت إدارته الديمقراطية لا تملك قدرة على المواجهة، وهذا ما سيدفع طهران بعدم التنازل.
التخيلات ربما تكون أخطر من الحقيقة، أياً كانت فإن لم تكشّر إدارة واشنطن عن أنيابها فإنها ستفشل في إدارة الحوار مع إيران، باستثناء التراجع والقبول بالاتفاق القديم الذي سيشعل المنطقة حروباً وقد يفشل.
نظام خامنئي رغم تظاهره بالتماسك، محاولاً تغطية وضعه المزري ولا يحتمل استمرار العقوبات لسنوات مقبلة.
واعتداءاتُه الأخيرة على بلدان مثل العراق وتزايد نشاطه في أفغانستان وتجديد محاولات التهريب النفطي في البحار، كلها مظاهر استعراضية للقوة في مواجهة إدارة بايدن التي تعد خطتها المقبلة.
لكل هذا فإن نجاح بايدن يقوم على استثمار نتائج سياسة ترمب وتهديد النظام بأنه قادر على الاستمرار في التضييق عليه وفي حال استمرت الإدارة في المحافظة على تطبيق العقوبات فإن الإيرانيين سيأتون إلى الطاولة مستعدين أكثر لحل معقول فالتنازل لبايدن أهون على خامنئي من الانحناء لترمب، ولن ينحني من دون الضغوط الشديدة، حينها ستكون إيران مستعدة لحل سياسي يكمل مشروع الاتفاق النووي الذي فشل أوباما في تحقيقه.
وهذا سيقود إلى حلول في كثير من دول المنطقة من ضمنها إسرائيل ففي نهاية المطاف المفتاح يكمن في الاستفادة من العقوبات وليس التخلي عنها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012