أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الكؤوس فاضت بالسمّ الإيراني

بقلم : الاعلامية دعاء العبادي
09-02-2021 05:33 AM

لم تطل غفوة إيران كثيراً في المنطقة لتعود وتحيي عمليات الاغتيال مجدداً آخرها في لبنان.. حين قامت باغتيال الكاتب والمثقف لقمان سليم، بشكل سافرٍ وإرهاب معلن، وكأنه رسالة للجم الأفواه التي ترفض سيطرة «حزب الله» على الدولة اللبنانية، وترفض الفساد العريض المستشري في مفاصل الدولة في ظل حكم الحزب وحلفائه.

حزب الله الذي ضلع باغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري وثبت ذلك بحكم محكمة دولية كما اغتال جورج حاوي وجبران تويني وسمير قصير ومحمد شطح وغيرهم الكثير، كما حاول اغتيال الإعلامية مي شدياق، وها هو يعود اليوم لتذكير الجميع أنه قادرٌ على اغتيال من يشاء وقتما يشاء كيفما يشاء.

مناسبة ما كتبته بالأعلى واستذكار تاريخ الإغتيالات الإيراني هو حكم محكمة بلجيكية بإدانة الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، بالتخطيط لاستهداف تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018 بقنبلة شديدة الانفجار، وهو عملٌ إرهابي بامتياز، استهدف من خلاله عدداً من دول الاتحاد الأوروبي في سلسلة متواصلة بمحاولة استفزاز ٍ واضحة و استخفاف مستمرّ بدول الاتحاد الأوروبي، وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في مدنها.

حديث اليوم في أوروبا وأميركا يدور حول سعي الاتحاد الاوروبي لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، كما يتحدث مسؤولو الاتحاد عن لعب دور الوسيط بين إيران وأميركا، وكأن رعاية إيران للإرهاب ودعمها لكل تنظيماته وميليشياته لا يشكل موقفاً يعني هذا الاتحاد ومسؤوليه.

عمد النظام الإيراني على تحسين شروط التفاوض مع الدول الأخرى لإعادة تحريك أدواته والتي هي بكافة أشكالها أدوات إرهابية، فميليشيات الحوثي تستهدف المدنيين في الدول المجاورة، مثلاً في العراق تسعى لبسط سيطرتها على الوضع الأمني وتهديداتها للوجود الأميركي، وعملياتها ضده في تصاعد ومسلسل الاغتيالات مستمرٌ ضد معارضي النظام الإيراني من العراقيين مسؤولين ومثقفين وعساكر.

أما في اليمن الذي كان يلقّب بالسعيد فقد قلبت الميليشيات سياستها هناك ضد الشعب اليمني أكثر بشاعة وتوحشاً من حزب الله اللبناني لتحوّله إلى يمنٍ جريح ، فالتلميذ قد يتجاوز معلمه في التجبّر والتسلّط فيتفوق عليه في الشر فلم تبق عمليات إرهابية لم تمارسها تلك الميليشيات من اغتيال وقتلٍ وتفجير وتجويع وحصارٍ وغيرها الكثير، وهي تتحرك وفق التوجيهات الإيرانية، التي تريد إثبات وجودها وتمدد سيطرتها على عدد من الدول العربية حتى تتفاوض المرة القادمة مع أميركا وأوروبا من منطلق قوة.

النظام الإيراني ما زال هزلاً واهناً جراء العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والذي كان قبل شهرٍ تقريباً خوفٌ وترقب من أن توجه له ضربة عسكرية أميركية، الآن يعتقد النظام الإيراني أنه أصبح آمناً، وأن الإدارة الأميركية الجديدة يمكن تخويفها والتقارب معها في آنٍ واحد ولكن بشروطه هو.

خلاصة الكلام أن طبيعة التحالفات السياسية بين الدول هو أن وجود اختلافات لا خلافات....حيث إنه لا يوجد تطابق في سياسات الدول، وهو ما يمنح مساحة لتحقيق مصالح الحلفاء ومرونة في مراعاة أهدافهم وغاياتها، والخلافات حول الطريقة الأفضل للتعامل مع خطر النظام الإيراني هي نموذج عملي لهذه الطبيعة السياسية لكن الأمر المفروغ منه بأن أي اتفاقٍ مع إيران لا يراعي مصالح دول المنطقة محكومٌ عليه بالفشل كسابقه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012