أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قبل فوات الأوان

بقلم : زيد النوايسة
23-02-2021 05:47 AM

يبدو أننا دخلنا الموجه الثانية من جائحة كورونا، هكذا يبرر خبراء الأوبئة سبب ارتفاع الإصابات على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة، هناك من يعزو ذلك للفيروس المتحور ولرفع حظر يوم الجمعة وتقليل ساعات الحظر الليلي وفتح المزيد من القطاعات وقبل كل ذلك عدم الالتزام المجتمعي الذي لا يحتاج إلى دليل، في المحصلة نحن امام وضع قد يعيدنا للمربع الأول إذا لم تكن هناك وقفة مسؤولة من الجميع.

من السهل جداً ان نلقي اللوم على الحكومة فهي المسؤولة دستوريا عن صحة الناس ولكن ماذا عن مسؤولية الآخرين؟ من نافل القول إن تجاوز الجائحة ليس فقط مسؤولية رسمية بل نتيجة تكاملية بين ثلاثة أطراف أساسية؛ الحكومة والمواطن والقطاعات الاقتصادية، إخلال أي طرف بواجباته يعني فشل عملية مجابهة الجائحة بكل بساطة.

ما هو المطلوب من الحكومة؟ رفع كفاءة الجهاز الصحي باعتباره أولوية وقد أنجزت ذلك بوقت قياسي لا يمكن لمتابع موضوعي انكاره ولكن هناك ملاحظات على عملية البطء الشديد في إعطاء اللقاح باعتباره المكمل لعملية التزام المواطنين بأساليب الوقاية والتباعد الاجتماعي للخروج من الجائحة والتعافي.

بعد شهر ونصف الشهر من بدء الحملة في 13/1/2021، لم نصل لنسبة 1 %، طبعاً يمكن تفهم حجم التنافس العالمي على اللقاحات واستحواذ الدول الغنية على الحصة الأكبر ولكن تستطيع الحكومة أن تستفيد من اللقاحات المتوفرة بإعطائها لأكبر عدد ممكن من المواطنين حتى لو استدعى تأخير الجرعة الثانية خاصة بعد النتائج العلمية المشجعة لتأثير الجرعة الأولى من لقاح فايزر وفعاليته بإعطاء نسبة جيدة جدا من المناعة وهو ما ذهبت له دول عديدة.

بنفس الوقت المطلوب من المواطنين مزيد من الالتزام بالكمامة والتباعد الاجتماعي وهو لم يحدث بالشكل المطلوب، والدليل هذا التسارع في زيادة الإصابات، وتردد كثرين في التسجيل للحصول على اللقاح والأخطر هو عدم الالتزام بالحجر المنزلي للمصابين.

إدراك القطاعات الاقتصادية على اختلافها اننا نعيش في ظروف غير طبيعية تستدعي القبول بفكرة التضحية لا الإصرار على العودة لحياة طبيعية كاملة دون مراعاة خطورة الوضع الوبائي، نفهم أن هناك خسائر اقتصادية لحقت بهم ولكن هناك كلفة يجب أن يتحملها الجميع للخروج من الجائحة وهو ما تتحمله القطاعات الاقتصادية في العالم اجمع ولو بنسب متفاوتة حسب اقتصاديات وامكانيات كل دولة.

فكرة الاعتماد على وعي المواطنين مهمة وهي دلالة على احترام الناس ولكن هل يوجد بلد في العالم ركن الى هذا الخيار فقط واستسلم له؟ هل نذكر بأن دول العالم المتقدم؛ الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ما تزال تذهب لخيار تشديد الإجراءات بالتوازي مع زيادة وتيرة عملية التطعيم التي بدأت تصل لمستويات عالية قد تسمح بالعودة للحياة الطبيعية خلال الشهرين القادمين؟

اثناء مناقشة الموازنة العامة في مجلس النواب تحدث رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بشجاعة ومسؤولية رجل الدولة عندما قال « بأن الحكومة تسعى للتأسيس للمصداقية حتى وإن كانت مؤلمة فالحديث عن أن جائحة كورونا أصبحت من الماضي خطأ كبير والحكومة مستمرة في الموازنة بين الاقتصاد والصحة ولكن الاعتبارات الملحة تستدعي مواقف مسؤولة للمحافظة على صحة المواطنين باعتبارها الأساس والأولوية».

كلام الرئيس يستدعي من الجميع وبعيداً عن العدمية والسلبية تفهم أي خطوات حكومية حتى لو كانت صعبة؛ إذا لم نمتلك جميعاً حكومة ومواطنين وقطاعات اقتصادية شجاعة تحمل الكلفة لعبور الجائحة بأقل الخسائر والتضحيات سنكون امام لحظة فات فيها الأوان ولن ينفع فيها الندم والتلاوم بأثر رجعي ونتمنى ألا نصل لذلك.

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012