أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الدراجات النارية.. الشهيق والزفير المرعبان

بقلم : رنا حداد
04-03-2021 05:57 AM

اما وقد اصبحت الدراجات النارية امرا شديد الواقعية في شوارعنا، حتى أمام أبواب منازلنا، بسبب تنامي خدمات التوصيل المنزلي لكل مستلزماتنا من طعام وشراب ولباس وغيرها، من جهة، ومن جهة اخرى تنامي اقبال الشباب على امتلاك دراجات نارية لاسباب عدة، قد يكون ابرزها مجاراة العصر والآخرين، وغيرها الكثير، فلا بد من التوقف قليلا عند هذا الانتشار، ومعرفة ما له وما عليه.
التعميم خاطىء ان قلنا ان البعض يقود بطيش وعدم مسؤولية، ولكن فلتكن البداية مع أولئك الذين يقودون بين مسارات الطرق، يمينا ويسارا، وما بين اليمين واليسار، في استعراض لمواهبهم بحركات قد تصل حد البهلوانية، ليس مكانها، بأي شكل من الاشكال الطرقات العامة.
نعرف جميعا ان ابسط ابجديات استخدام الطرق، هو الالتزام بالمسارب، حماية لمستخدميها من سائقين ومارة، ولكن اكاد اجزم ان السرعة؛ «حتى تصل الوجبات ساخنة» لربما، او حتى يتمكن «الديليفري» من ايصال اكبر عدد ممكن من الطلبات في وقت قياسي، هو سيد المشهد، كما ان البعض يجد في الطرقات مسرحا لا بأس به لاستعراض مهارات لا تحتملها شوارعنا «المعثرة» ابدا.
الاكثر اذى، هو الصوت الناجم عن اضافات يقوم اصحاب الدراجات باضافتها عليها، ومنها المضخمات التي ترعب أصواتها القلوب قبل الآذان. واقعيا، فان تلك «الجفلة» التي تصيب السائقين في سياراتهم، حين تصدر من تلك الدراجات، تشبه الشهيق والزفير المرعبين، وكفيلة بأن تحرف السائق عن مساره، بل وقلبه عن سكينته ايضا، وحدوث ما لا تحمد عقباه.
السؤال الاهم: هل شوارعنا التي لا أجد افضل وصف لبعضها مما قاله الفنان الاردني الرائع ربيع شهاب -شافاه الله وعافاه- حين قال ساخرا يوما: «هي حفرة وحدة بس ملزقة بالعجل».
لنعترف ان بعض الطرقات تسير عليها السيارات بصعوبة، وببركة الرحمن، فكيف الحال مع دراجات نارية وهواة واستعراضات؟!
هذه كلها ليست ادعاءات، ولا محض صرف حروف، ان عرفنا ان نسبة المتوفين في حوادث الدراجات والاصابات تحصد فئة الشباب، وتترك ما تترك من ندوبات.
ظاهرة الدراجات النارية وانتشارها، تستوجب من جديد وقفة لسن تشريعات وقوانين تخص الترخيص والمالك والمستخدم والمسارب وأدبيات القيادة، اكثر من مجرد مواطن يمتلك حسن سيرة وسلوك واجتياز امتحان وترخيص.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012