أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


بابا الفاتيكان في العراق

بقلم : الاعلامية دعاء العبادي
08-03-2021 05:26 AM

أثارت زيارة البابا فرنسيس للعراق باعتباره الزعيم الروحي للمسيحيين الكاثوليك في العالم كأول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كورونا الكثير من ردود الأفعال الداخلية والإقليمية والعالمية.

ووضعت الزيارة العراق مرة أخرى على واجهة الأخبار لدى وسائل الإعلام العالمية لكن بعناوين

خلت من القتل والإرهاب وحمامات الدم المسال لتستبدل بالسلام والتسامح والصداقة بين الأديان .

من الواضح جليّاً للعيان أن الحكومة العراقية تعتبر هذه الرحلة انتصاراً كبيراً لها كما تجلى في حفل الاستقبال الرسمي الذي رتبه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي أراد إيصال رسالة للعالم من خلال البابا بأن العراق يحاول التوجه تدريجيا نحو بناء دولة دون طائفية مدافعة عن حقوق الأقليات ملبية لمطالب تعزيز المصالحة والسلام بين الأديان.

لقاء البابا بالمرجع الشيعي علي السيستاني وحديثه معه عن السلام والصداقة بين الأديان اعتبر انتصارا كبيرا لمرجعية النجف وضربة موجعة للنظام الإيراني والذي برز في تجاهل الإعلام الإيراني للزيارة التاريخية .

فقامت الصحف الرئيسية التابعة لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي و الحرس الثوري وغيرها، بتجاهل الزيارة بل وصل الأمر ببعضها إلى مهاجمة الزيارة ووصفها بـ»المؤامرة» في إطار المحاولات الرامية إلى ترسيخ وجود إسرائيل بحجة نشر خطاب السلام كما زعمت أن البابا جاء إلى العراق بهدف «نشر المسيحية وتوسيع نفوذ المسيحيين في العراق».

ذات الصحف كانت قد انتقدت المرجع السيستاني لعدم استقباله رئيس السلطة القضائية الإيراني إبراهيم رئيسي الذي زار العراق الشهر الماضي.

المستنتج من تغطية الإعلام الإيراني لزيارة البابا بأن النظام الإيراني منزعج جداً من هذا الحدث لعدة أسباب من بينها سجله الحافل بقمع الأقليات الدينية و نتائج تدخلاته الكارثية في العراق ودول المنطقة تحت شعار «طريق القدس يمر عبر كربلاء»....والرعب الشديد من عودة المركزية الشيعية إلى النجف فلطالما اعتبر النظام الإيراني نفوذ السيستاني إضعافا له وانحسارا لمكانة حوزة قم.

فهل تنجح زيارة البابا فرنسيس في المساهمة بتضميد جراح العراق ومنعه من الانزلاق نحو مزيدٍ من التفكك والانقسام وهل ستعطي الزيارة للعراقيين جرعة الأمل التي طال انتظارها والتغيير الذي لطالما نشدوه ..

هل ستترجم الزيارة الشجاعة للبابا فرنسيس إحداث التغيير عبر الانتخابات المقبلة في بلاد الرافدين وإعادة تكوين السلطة من جديد وبناء تنظيم سياسي اجتماعي جديد وفق معايير وطنية غير طائفية تعيد التوازن الى بلاد الرافدين وسومر وبابل وأشور والرشيد، ليعود التوازن إلى المنطقة كلها.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012