أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأطفال والمراهقون هم الفئة الأكثر خطورة وسط كورونا

بقلم : د. وليد ابو حمور
10-03-2021 04:54 AM

جائحة كورونا وتداعيتها أكثر بكثير مما هو متوقع في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد
مما ترتب عليه اغلاقات وإجراءات مختلفة تم اتباعها على مستوى العالم وخصوصا في ظل اغلاق المدارس ورياض الأطفال وصالات الألعاب بالاضافة الى الزيارات العائلية والأنشطة الخاصة بالاطفال والمراهقين.

ففى بداية الجائحة فى حين أن كل الأطفال كانوا الأقل عرضة ونقلا للاصابة بفيروس كورونا المستجد في الموجة الأولى من الفئة العمرية 0 الى 18 عاما من الأطفال هم الأقل عرضة للاصابة بالفيروس مقارنة مع البالغين بفيروس كورونا المستجد، فمعظم الأطفال المصابون فى بداية الموجة الاولى 2020 كانت تظهر عليهم أعراض خفيفة أو لا يصابون بأي أعراض على الاطلاق، وحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال والتي تمثل ما نسبته 13% في الإصابات بالولايات المتحدة الأمريكية تقريبا ،أما هذه الفئه العمرية تمثل 30% من معظم سكان الدول النامية كما وأن نسبة الوفيات كانت اقرب الى الصفر وفقا للاختلاف من منطقة لمنطقة ولم يكن لهم دور فى نقل العدوى لدى المجتمع خاصة الأطفال دون 10 سنوات، والسبب في ذلك أن الأعراض ما بين خفيفة جدا لا تتجاوز اليومين، مما كان له الأثر الكبير في عدم انتقال العدوى من هذه الفئة العمرية لمخالطيهم من ذوي أهاليهم والبالغين، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الـ 10 سنوات أو أقل من 14 سنة (حسب الأبحاث) هم أقل عرضة للاصابة بفيروس كورونا المستجد، مقارنة بالأشخاص الذين أعمارهم 20 فأكثر.

الى إن وبعد ما يقارب العام ووسط المستجدات الجديدة وبداية الموجة الثانية للجائحة من السلالات المتحورة لفيروس كورونا المستجد والتي هي أسرع انتشار ما نسبته 70% من بداية الجائحة مما أثر وبشكل مباشر على انتقال العدوى للاطفال من عمر 0 لـ 18 عاما
في الموجة الأولى كان من الممكن السيطرة على الجائحة فى حال كان متوفرا المطعوم فى ذاك الوقت (الفرصة الذهبية)، إلا إنه يجب الآن الانتباه للفئة العمرية التي سيصعب السيطرة عليها (الفئة العمرية الأصعب) من الـ 10 سنوات (أطفال) الى الـ(18) عاما من مراهقين في ظل هذه الجائحة.

أما الآن وفي ظل وجود المتحورات الفيروسية الجديدة حيث أصبحت هناك ظاهرة وفقا للمشاهدات (الملاحظة) والمحدودة والتي مفادها
إن فيروس كورونا المتحور يصيب الأطفال من عمر 0 الى الـ 18 عاما للاسف، وسيؤثر سلبا على سرعة التغلب والسيطرة على الجائحة.

حيث أصبحت هذه الفئة العمرية قد تكون - مصدراً للعدوى - للاسرة ولأعضاء هيئة التدريس وللمجتمع ككل (اي أصبح بؤرة فيروسية) للاسف وفق آخر الملاحظات.

بداية الجائحة كان ليس من السهولة السيطرة على فئة الأطفال من حيث الالتزام بالاجراءات الوقائية من (غسل اليدين والكمامه والتباعد الجسدي)، إلى أنه وللأسف في ظل هذه السلالات المتحورة باصابة الأطفال وازدياد حالات دخولهم إلى المستشفيات ازدات وبشكل ملحوظ.

فيجب الآن على جميع الجهات الصحية والرقابية أن تركز على هذه الفئة العمرية، والبدء بدراسات علمية محوكمة للعمل بها والعودة لها وفق للقراءات التحليلية العلمية السريرية المحكمة للحالات التي أصيبت بالفيروس لهذه الفئة العمرية، مما سيترتب العمل به للحد من انتشار فيروس كورنا المستجد، وفقا لهذه الدراسات.

كما وأنه يجب الانتباه ومراعاة بعدين أساسيين لهذه الفئة العمرية تكمن فى بعدين البعد الأول:

وهو ما يعرف بمتلازمة الأجسام الالتهابية المتعددة- (MIS -C ) ،( Multisystem Inflammatory Syndrome) ، الناتجة عن العاصفة السايتوكانية ( Cytokines storm)، التي تصيب الأطفال والمراهقين على حدا سواء وتظهر هذه الأعراض (السايتوكانية) بعد عدة أسابيع من الاصابة بفيروس كورونا المستجد وهي لها مضاعفات خطيرة جدا على الأعضاء الحيوية بالجسم، تؤثر سلبا على القلب والكلى والكبد والبنكرياس بالاضافة الى مضاعفات خطيرة على صحة الطفل والمراهق، حيث يخرج الجهاز المناعي عن السيطرة نتيجة هذه العاصفة السايتوكانية التي تفرز أجساماً مضاده التهابية،ممايترتب عليه عبىء أضافى على دخول المستشفيات والعناية الحثيثة.

أما البعد الثاني والأكثر أهمية أن للاسف لا يوجد مطعوم للان حيث أن من مطعوم فايزر أو موديرنا لا يتوفر سوى للفئة العمرية من بين الـ 16 الـ 18 عام،مما يصعب السيطره على المرض لهذه الفئه العمرية،كما وإن نحتاج الى دراسات مكثفه لاكبر عدد ممكن لهذه الفئه العمرية التى تختلف من ناحية فيسيولوجية ومناعيه عن البالغين.

' المطاعيم ' الخاصة لهذه الفئة العمرية من الأطفال تحتاج إلى دراسة زمنية سريرية لمده أطول وأعداد أكثر ودراسة الأعراض الجانبية للجهاز المناعي للأطفال والمراهقين واختلافه عن الجهاز المناعي للبالغين، لهذا يجب ان تكون هناك دراسات علمية دقيقة للتأكد من أنها آمنة وفعالة اي (مأمونية المطاعيم).. حيث أن شدة استجابة الجهاز المناعي للمطعوم من فئة الأطفال ستكون أقوى من استجابة البالغين للمطعوم، الذي قد يكون له مضاعفات جانبية .

يجب الآن على العالم ككل الإنتباه لهذه الفئة العمرية من دراسات وأبحاث وتصنيع مطعوم واعطاءه لاكبر شريحة ممكنة وبشكل واسع حتى لا يصبحوا هم مصدرللبؤرة الفايروسية ويزداد الوضع الوبائي أكثر تعقيدا مما هو عليه الآن.


لتوصيات الرئيسة:

يجب الانتباه وبشكل فوري لهذه الفئة العمرية من 10 الى 15 عاما لما لهم من دور فعال في الإصابة ونقل الفايروس في المدرسة والاهل والمجتمع ككل.

يجب التركيز والبدء بعقد ورشات علمية وندوات متخصصة للاطباء أصحاب الإختصاص عن 'متلازمة الأجسام الالتهابية المتعدده' الناتجة عن العاصفة السايتوكانية ولذلك للتشخيص المبكر الصحيح واعطاء العلاج الأمثل تجنبا لاي مضاعفات لا تحمد عقباها وتزيد من الضغط على الجهات العلاجيه الصحية.

يجب تبليغ دوائر الصحة المختصة الرقابية 'كالطب الوقائي' من أجل معرفة الاعداد من هذه الحالات المصابة، حيث تفرض الدول المتقدمة على المستشفى المعالجة لهذه الحالات بالتبليغ فورا.

يجب البدء بزيادة عدد الفحوصات ( PCR)،لهذه الفئة العمرية وخاصة ان من الممكن يكون الطفل عنده بعض الأعراض ومصاب دون ظهور اي أعراض واضحة عليه.

سرعة إيجاد لقاح لهذه الفئة العمرية ودراسات سريرية مكثفة لاكبر شريحة ممكنة من الاطفال، لأن الجهاز المناعي للاطفال يختلف عن الكبار..للوصول إلى مطعوم أكثر سلامة وفعالية وبأسرع وقت ممكن للسيطرة على الجائحة


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012