أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


فإنهم عبادك

بقلم : حسين الرواشدة
26-03-2021 05:49 AM

يختلف أتباع الأديان في تحديد مفهوم النجاة والهلاك وغالبا ما تسود النظرة الاقصائية التي ترى الآخر ملعونا وترى مصيره إلى الجحيم ، لكن الإسلام يحدد هذا المفهوم ، فالإنسان - أولا - هو عبد لله تعالى وقد كرمه الله لمجرد انه إنسان ، وهدايته مرتبطة بالله تعالى الذي ترك له حرية الاختيار «إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا». وحسابه أيضا متعلق بالخالق فقط «ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين».

إذن ، الطريق الى النجاة او الى الهلاك يبدو في الإسلام محددا - اولا - بالإيمان ثم بالعمل الصالح ، وليس بمجرد الاسم او الصفة الموروثة (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وبهذا أنكر الله تعالى على أتباع الأديان التي سبقت الإسلام ادعاءهم بالأفضلية والحق ، وبحتمية النجاة من العذاب وإلصاقه بالآخر المخالف لهم في الدين وحين أشارت الآيات القرآنية الى «الهلاك» لم تحصره في أتباع دين معين وإنما عممته على «المفسدين» وعلى «الظالمين» وعلى «الكافرين» مهما كانت معتقداتهم الحكم - اولا - لله تعالى ، وهو متعلق بالإنسان الذي يخالف أوامر الله مسلما كان او غير مسلم.

وكما توضح آيات الهداية في القرآن الكريم أن الله تعالى خلق الإنسان وأودعه العقل وأرسل له الأنبياء ليبلغوه دعوة الإيمان ثم ترك له حرية الاختيار والاهتداء وليحاسبه بعد ان يموت على أفعاله مع الإشارة دائما الى ان الذين يهتدون سيزيدهم تعالى هدى ، توضح أيضا آيات الضلال والهلاك ان من لا يلتزم بذلك مهما كان دينه ومن لا يبحث عن أسباب الهداية فان مصيره الهلاك والويل والعذاب ، والإشارات في «الضلال» والهلاك تتعلق «بالعمل» والموضوع لا بغيرهما «ويضل الله الظالمين» «كذلك يضل الله الكافرين» «كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب» ثم إن الله تعالى يحدد مفهوم النجاة «بالصلاح» والهلاك بضده الفساد «وما كان ربك يهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون» والقرى هنا مفتوحة على وجود الإنسان ، اي إنسان ، كما ان الإصلاح مفتوح على الإنسان المؤمن بالعموم. ومفهوم القرى يتكرر أيضا في الموضوع ذاته «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».

إذن ، لا يجوز للإنسان مهما كان دينه ان يحاسب البشر على افعالهم المتعلقة بعلاقتهم مع خالقهم إلا اذا كانت في دائرة الاعتداء الذي تحرمه القوانين والتشريعات البشرية ولا يجوز له ان يطلق أحكام الهلاك والنجاة عليهم او يصنفهم بين الجنة والجحيم فحسابهم على الله تعالى ومصيرهم بيده عز وجل «إن تعذبهم فأنهم عبادك وإن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم» صدق الله العظيم

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012