أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


طالما استطعنا لماذا لا نستمر؟

بقلم : م . فواز الحموري
31-03-2021 04:54 AM

خلال السراء والضراء وما تعلمناه مع مضمون الجائحة والتي فرضت على الجميع ظروف جديدة وغيرت من ملامح العديد من المظاهر والنشاطات وأنماط السلوك والعادات والتصرفات المألوفة بشكل عام وخاص.

تقبلنا ومع ظروف الجائحة العديد من التعديلات على أسلوب الحياة والمعيشة والنشاط والعادات والتقاليد وأشرع الباب للبدء بالتأقلم مع متطلبات التغيير الإجباري على الكثير من متطلبات الإجراءات لمواجهة خطر الفيروس ومنها السفر، إقامة حفلات الأفراح وتجمعات العزاء، الوقاية وإجراءات السلامة العامة، إلغاء عادة التقبيل، ترشيد المصافحة المتكررة، الاهتمام بجوهر العلاقة ووسائل التواصل الإنسانية والأهم في أولويات الحياة التعليم واكتساب مهارات جديدة وطرق تدريس مناسبة في المؤسسات التعليمية (المدرسة والجامعة) ومن خلال الطالب والمعلم في الفضاء التربوي الرحب.

قطعنا كعالم خطوات طويلة في مجال مواجهة الجائحة واكتشفنا أن العديد من الممارسات الحياتية يمكن تعديلها وحتى ترشيدها وإلغاؤها والتعامل مع المستجدات وفق ضريبة الواقع الجديد طالما أن تلك الضرورات تشكل تحديا مباشرا وشكلا من أشكال المستقبل القادمة.

قطعنا في الأردن شوطا طيبا وعلى جميع المستويات ومن خلال تفاصيل ما حدث وبتعاون الجميع وعلى الرغم من الأعباء الإضافية التي ارهقت القطاعات والمؤسسات والافراد، إلا أن الدروس المستفادة في خضم التجربة تكفي لمراجعة شاملة وفي جميع الاتجاهات لطبيعة وحجم التحديات التي يمكن أن نواجه مثلها في المستقبل ويمكن أن تكون أشد قسوة.

بعد مواجهة الجائحة والتغلب عليها، علينا عدم العودة للوراء بعد أن تقدمنا في مشروع التقدم نحو التغيير سواء في السلوك أو أسلوب التعامل مع العقبات والمشاكل والتحديات كافة، ويلزمنا الواجب فورا إلغاء العديد من العادات التي كانت في جملتها استهلاكية وليست جوهرية ولن تؤثر علينا في حال تركها واختصار الكثير منها.

مرت حفلات زفاف بهدوء وسعادة وإشهار مناسب ودون إرهاق لأهل الفرح أو تكبد مصاريف واعباء إضافية لا لزوم لها، وكذلك تم التواصل وتبادل العزاء والمواساة في حالات الوفاة بأسلوب وشكل مناسب لأهل العزاء ومشاطرتهم الحزن بصدق وانسجام مع مقاصد الشريعة واحترام العادات الاجتماعية والأعراف بين الناس دون مبالغة وإسراف.

طالما استطعنا كسر حاجز الخوف من كلام الناس والعيب الاجتماعي وطالما سرنا قدما في منهج التحول الاجتماعي إلى الأفضل، فلماذا لا نستمر في ذلك حتى تكتمل المحاولة وتكون قادرة على التغير المناسب والأجدى بالتطبيق؟

وعلى الرغم من سلبيات التعليم عن بعد، إلا ان المحاولات الجادة للاستفادة من مهارات التعليم عن بعد كشكل من أشكال التحول في أسلوب التعليم والتعلم يمكن أن تغني المسار التربوي وتوفر له فرصا لتطوير المنظومة التربوية وتجويد التعليم بشكل أفضل.

طالما استطعنا تجاوز العديد من العقبات والمشاكل والثغرات والتي كنا نعتقد أنها لا يمكن أن نواجهها، فلماذا لا نسير قدما لحل العديد من أساليب وانماط المعيشة اليومية التي نمارس في المستقبل الذي بات قريبا؟.

(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012