أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردنيون عروة وثقى

بقلم : عامر طهبوب
05-04-2021 05:45 AM

ادعاء الوصاية على المجتمع من قبل طرف أو مجموعة منظمة أو غير منظمة، هو مسار آخر لأولئك الذين ينصبون أنفسهم وكلاء الله في الأرض، يحتكرون الحكمة والفضيلة، ويختطفون المعرفة، وما يجمع ذاك وهؤلاء صفة 'الاستهبال'، فالمجتمع الأردني أصبح واعياً ومدركاً، ولديه قدرة على الانتقاء الاختياري، والتعرض الطوعي لما يود سماعه أو التفاعل معه.

الأردنيون لا يقبلوا، ولن يقبلوا الوصايات، ولم يوافقوا في تاريخهم على انتداب من يتحدث باسمهم، أو يوجههم، أو يمثلهم دون تفويض منهم، وإن كانت العاطفة تؤثر في سلوكهم أو ردات افعالهم في لحظة ما، فإنهم ينحازون بسرعة إلى العقل الذي يجيدون إعماله، فقد عبرت عليهم عشرات الأزمات، وأجادوا دوماً التقاط الحكمة، وهم لا ينحازون لأحد على حساب وطنهم.

الأزمة الحالية هي أزمة عابرة، كل الأزمات التي يتعرض لها الأردن عابرة، صحية أم اقتصادية، أم أمنية، كلها عابرة، وستصبح خلف ظهور الأردنيين طالما هم على هذه الدرجة من الوعي والتماسك لحماية مكتسبات وطنهم وسلامته وأمنه، وطالما هم يعشقون البناء، ولا يستسهلون الهدم، وطالما ظلوا مؤمنين على مدى قرن من الزمان بنظامهم السياسي، وطالما ظل العرش الهاشمي مظلة كل الأردنيين، وطالما فصلوا بين الأوراق وحرصوا على عدم اختلاطها، وامتلكوا القدرة على تمييز الغث من السمين، ولم يركضوا في لحظة وراء عسل دُس فيه سماً.

الدستور هو العقد الاجتماعي الذي يجتمع حوله أهل البلاد، بحكم العلاقة ببن مكونات المجتمع، وعلى رأسها ملك البلاد الذي يبايع بموجب الدستور، المرجع العتيد في مسيرة الدولة، والقانون هو ما ينظم العلاقة بين البشر، والسلطات الثلاث هي ما يجب العمل على نهضتها وتحديثها والاطمئنان لها، وتفعيل أدائها بأفضل صورة ممكنة، وعندما أقول 'خلط الأوراق'، فإنني أعني أولاً عدم الانزلاق ونحن نعاني في الأردن من مشكلات وتحديات تتعلق بالصحة، والتعليم، والبطالة، والفقر، والحاجة إلى الإصلاح، ومحاربة الفساد، عدم الانزلاق وراء 'مهدي منتظر' يعد بالجنة إذا أشعلنا النار، ونستمع إلى عازفين، كل له آله، تتعدد الأصوات، والهدف واحد وهو 'خراب مالطا' كما يقول المثل، فالأردني ليس قرمطياً حتى يتم 'لحس عقله'، وسرقة وطنه .

الإصلاح ضرورة، وخير الإصلاح ما تدرج، وما أتى بالحوار العقلاني والتوافق، بهدف صلاح الأمة وأحوالها، ورفعة الدولة وأبنائها، ومواصلة المسيرة بثبات وموثوقية .

العرش الهاشمي هو مظلة كل الأردنيين، بقيادة عميد العائلة الهاشمية، ومليك البلاد، وقائد المسيرة، جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والمؤسسات الأمنية المختلفة هي درع الوطن وملجأ أمنه وسلامته، سلامة حدوده، وسلامة قلبه، ومعاً يداً بيد، نعمل بمحبة وإخاء من أجل غد أفضل، ينعم فيه الأردني بالعيش الكريم في وطن آمن، وحفظ الله الأردن.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012