أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لعبة الأمم

بقلم : د . بسام العموش
28-04-2021 04:13 AM

حين كتب مايلز كوبلاند كتابه 'لعبة الأمم ' لم يكن يتكهن عن ' نظرية المؤامرة' بل كان يحكي ' حقيقة المؤامرة ' كيف لا وهو ابن أكبر جهاز استخباري في العالم.

في لعبة كرة القدم هناك فريقان ؛ وفي لعبة الأمم هناك فريقان : فريق الدول المستعمِرة وفريق الدول المستعمَرة. وعليه فالمباراة محسومة النتائج. الفريق الأول لديه لاعبون محترفون من برشلونة وريال ومانشستر وليدز والبرازيل والأرجنتين وإيطاليا بينما الفريق الآخر لاعبو حارات كرتهم شرايط ملفوفة، وملاعبهم شوارع وأزقة ، ولكنهم يصفر بأصابعه.

الفريق الأول يسجل الأهداف مثل زخ المطر في احتلال الأرض ونهب الثروات وتغيير الزعامات وتقسيم البلدان وفتح الأسواق ونشر الصراعات الداخلية والحدودية والإغراق بالديون ومن ثم الخصخصة لتصبح البلدان لهم بطريقة قانونية!! والفريق الآخر يتصور الصور الجماعية في المؤتمرات ويقيم احتفالات النصر المكذوب حتى أن دولة من دول الفريق الثاني قالت بعد حرب : إن العدو لم يحقق أهدافه لانه كان يريد إسقاط القيادة السياسية ولم يتم وعليه فليس ثمة هزيمة رغم فقد جزء هام من أرضها !! اعلام الفريق الثاني إعلام مهرج يصنع ابطال الكرتون وفنانيس التسلية بينما الفريق الأول لا يشكر لاعبا' على لعبه بالأمم لان هذا واجبه فليحتل بوش الصغير العراق وأفغانستان ويقتل الملايين ثم ينصرف إلى بيته ، ولتقم ميركل بواجبها ثم تنصرف إلى شقتها الصغيرة لتبدأ رحلتها في التسوق في اقرب سوبر ماركت دون خدم ولا حشم .ويرفض ساركوزي الاعتذار الجزائريين عن قتل أكثر من عشرة ملايين !! .

في الفريق الثاني يبقى اللاعب مستمرا' إلى الأبد رغم انه دخل الشيخوخة وليس لديه المهارة ولا يستطيع الركض والمكر ولا تسجيل الأهداف إلا ضد فريقه تحت عنوان النيران الصديقة ! ولا نعرف عن خروجه من الملعب إلا عبر اعلان الجلطة أو الاغتيال ونحو ذلك.

والحكم بين الفريقين مدفوع الأجر سلفا' ليبقى في صالح الفريق الأول لا يطلق صفارة ضده حتى لو كسّر الآخرين وعلق لهم المشانق ورماهم بالنووي ، فقرارات مجلس الأمن ' الحكم ' لا تنطبق إلا على الفريق الضعيف ، لدخول الأمريكان للعراق وافغانستان بدون قرار الحكم ، ومنح بريطانيا فلسطينَ للصهاينة بدون قرار الحكم.

المشكلة أن الجمهور في المدرجات يصفق للعب الحلو فهناك من سمى ابنه بوش وصارت صور لاعبي الفريق الأول قمصان يلبسها أطفال الفريق الثاني.

اللعبة مباعة والنتيجة معروفة لانه لا يوجد لدى الفريق الثاني لاعبون ولا مدرب ولا جمهور والكرة لو ضربت فإن أهدافها في المدرجات وليس في مرمى الخصم . ويستمر الدوري فلا تنسوا المتابعة والاستمتاع.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012