أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أربع «أساطير» تطارد «الإصلاح»

بقلم : حسين الرواشدة
03-05-2021 03:29 AM

يشعر الأردنيون بالقلق على بلدهم فيطالبون بالإصلاح ، فيما يشعر المرابطون على « حوزات « مصالحهم بالقلق فيتحدثون عن « الإصلاح « ، ‏لكن شتان بين الإصلاحيين، الأول مفتوح على استعادة العافية للمجتمع والعدالة للدولة والمؤسسة للوظيفة العامة و الانضباط والنظام العام ، أما الثاني فهو « مقيد» بالحفاظ على الوضع القائم ، وممنوع عليه الاقتراب من الحقوق المكتسبة، ومختوم بدمغة « لا نقبل أن يملي علينا احد « .

من يملي على من ؟ اهرب – مثل كل الأردنيين الحريصين على امن بلدهم ومستقبله – من هذا الاستفزاز ، إذ لا يوجد في قاموس الأردني الأصيل الذي احتمل كل هذه الصعاب والخيبات كلمة « الاستقواء « ولا يمكن أن يتعامل مع وطنه بمنطق « الخاواة « ، من يفعل ذلك هم الذين شربوا من « بئره « ثم القوا فيه الحجارة ، ومن نهبوا ثم هربوا دون أن تطالهم يد المحاسبة ، او من « برطعوا « في حقوله وحرموا القائمين على حراسته أن ينالوا من « ثماره « شق تمرة .

‏تريدون أن نخرج من دوامة هذا الصراع ونتصارح ؟ لا بأس ، ثمة أربع أساطير ما زالت تشكل عقبات أو فزاعات أمام أية دعوة للإصلاح ، لابد أن نتوافق على إسقاطها ، الأولى ان مجتمعنا غير جاهز لإطلاق عملية الإصلاح والتعامل معها ، و الثانية أن كلفة الإصلاح باهظة ولا يمكن لبلدنا أن يدفعها ، اما الثالثة فهي التخويف بعد مآلات الإصلاح استنادا إلى فزاعات الديموغرافيا والإسلام السياسي ..والعشائرية ربما ، أو إلى استحقاقات القادم والملفات المتعلقة بالإقليم والخارج .

‏ثمة أسطورة رابعة وهي أن الإصلاح السياسي تحديدا بدأ وربما اكتمل ، ولهذا لا حاجة لنا بإعادة عجلة او دفعها الى الأمام ، يكفي أن نعمل على مساري الاقتصاد والإدارة العامة ، أو ان نطور منظومة التعليم والصحة والخدمات العامة ، هذه الأسطورة يعتقد دعاتها أن « ملف « السياسة أصبح مغلقا ، ولا جدوى من فتحه إلا في إطار تحسين بعض التشريعات وبحذر شديد ، لانه- ببساطة - مرتبط بظروف اكبر من رغباتنا وقدراتنا .. وهذه « فِرية « غير صحيحة إطلاقا .

‏في موازاة ذلك ، لدينا ثلاثة حقائق : الأولى هي أن الصراع بين مدرستي الوضع القائم والوضع القادم على « الإصلاح « أشبه ما يكون « بمباراة « ودية ، فالطبقة السياسية التي يستند عليها الطرفان - بشكل عام - هي ذاتها وان اختلفت في بعض «الكليشيهات» ، وبالتالي فإن التعويل عليها في التوافق على أي برنامج إصلاح لا فائدة فيه ، الثانية هي ان عملية الإصلاح يجب أن تستند إلى ثلاثة أساسات : الأولى دور الدولة ، والثاني قوة مؤسساتها ، والثالث عافية المجتمع وحضور « كتلته «التاريخية الممثلة له ، وحين ندقق في هذه الثلاثية ‏نكتشف أن أمامنا جهد كبير لابد أن نبدأ به لإنضاج أية توافقات على تدشين الإصلاح السياسي تحديدا .

‏أما الحقيقة الثانية فهي أن الإصلاح بشكل عام والسياسي خاصة ، لا يتحقق إلا من بوابتين ، أحدهما إرادة الدولة بمرجعياتها المختلفة ، والآخر الضغط الشعبي من خلال مطالبات الناس وحضور « النخب « لتأطيرها في سياق التحام الرأس بالجسد ، وفي تقديري أن البوابة الأولى هي الأنسب و الأنجع بالنسبة لبلدنا ، وهي -أيضا – الأضمن لعبور قطار الإصلاح السياسي إلى محطته بسلامة ، وبعيدا عن فوضى الاحتجاجات في الشارع واحتمالات ركوب «الموجة « من قوى لا تريد لبلدنا الخير والعافية .

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012